كان أحد العلماء الصالحين، الذين أقبلوا على الآخرة بقلب وقالب، والذين ابتعدوا عن زينة الدنيا وزخارفها، وكان من أبعد الناس عن زيّ الشهرة، إذا رأيته أحببته مجالسته، وإذا فارقته تألّمت بفراقه، وذلك لما تجد في مجالسه طمأنينة ومكنية، من ذكر الله والإقبال على الآخرة.
ولد في سنة ١٣٣٢ هـ تعلّم أولا في بعض المدارس العصرية، وأشرف جدّه على تربيته وتعليمه، ثم سافر إلى "سهارنفور"، والتحق بجامعة مظاهر علوم، وبعد أن تعلّم فيها سنة واحدة سافر إلى "ديوبند"، والتحق بجامعة ديوبند الإسلامية، فأكمل الدراسة فيها، وأخذ الحديث عن مشايخها، أشهرهم شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، وتخرّج عليه.
بعد ما تضلّع من العلوم الإسلامية والمعارف الدينية المتداولة أن ذاك جعل يدرّس شتّى الكتب الدراسية في وطنه بمدرسة كبيرة، وبعد ما انقسم "الهند" إلى دولتين مستقلّتين: "الهند" و"باكستان" هاجر إلى "باكستان"، يفيد عامّة المسلمين من الرجال والنساء والشيوخ والشبّان بالتدريس والوعظ والدعوة والتبليغ، ثم عيّن مدرّسا في المدرسة الأشرفية بمدينة "سكهر" بولاية "السند" باكستان، وأصبح رئيسا لدار الإفتاء بها.
له مؤلّفات نافعة، منها:"عليكم بسنّتي"، و"شأن الرسالة"، و"ريحان الجنة"، و"النصيحة للإقبال على الآخرة"، وله رسالة ذكر فيها أحكام الحجّ.
كان -رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه- قد اعتاد أن يكثر السفر إلى الحرمين الشرفين، -زادهما الله شرفا وإجلالا-، وكان يحضر للعمرة والزيارة، مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلّم، ثم يرجع إلى "باكستان"، ثم يشدّ الرحال مرّة أخرى إلى الحرمين الشريفين، في أيام الحجّ، هكذا كانت عادته في كلّ سنة.
توفي في "كراتشي، ودفن في مقبرة جامعة دار العلوم كرتشي مقبرة العلماء والصالحين، -رحمهم الله تعالى أجمعين-.