للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحمن بن نائل بن نَجيح، ومحمد بن شُجاع، حتى كان جماعةْ يُفَضِّلونه على هؤلاء، فأما عقلُه، فلا يُعْلَمُ أحدٌ رآه، فقال: إنَّه رأى أعْقلَ منه.

وعن عبيد الله بن سليمان بن وَهْب، قال: ما رأيتُ رجلا أعْقَلَ من الموَفَّق، وأبي خازِم القاضي.

وقال أبو بَرْزَةَ الحاسب: لا أعرفُ في الدنيا أحْسَبَ من أبي خازِم.

وقال ابنُ حَبيب الذَّارعِ (١): كنَّا ونحن أحْدَاثٌ مع أبي خازم، وكنَّا نُقْعِدُه (٢) قاضيا، ونتقدَّم إليه في الخُصومات، فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا، وصِرْنا ذُرّاعَه.

وقال أبو الحسين عبدُ الواحد بن محمد الخَصِيبِيّ: وبلغ في شِدِّتِه في الحكم، أنَّ المعْتَضِدَ وَجَّه إليه بَطريفٍ المخلَدِيّ، فقال: إن عليًّا الضَّبْعِيّ (٣) -وهو بَيِّعٌ كان للمُعْتَضِد ولغيره عليه مالٌ- قد بلغنِي أن غُرماءَه أثْبتوا عندَك مالَهم، وقد قَسَّطْتَ لهم من ماله، فاجْعَلْنا كأحِدِهم. فقال أبو خازِم: قُلْ لأمير المؤمنين، إنِّي ذاكرٌ لما قال لي وَقْتَ قَلَّدَنِي، إنَّه قد أخْرج الأمْرَ من عُنُقِه، وجَعَله في عُنُقِي، ولا يجوز لي أنْ أحْكُمَ في مالِ رجلٍ لمدَّعٍ إلا ببَيِّنةٍ. فرجع إليه طَريفٌ فأخْبَرَه، فقال: قُلْ له: فلان وفلان يَشْهدان. يعنِي لرجلين جَليلين كانا في ذلك الوقت. فقال: يشْهدان عندِي، وأسْألُ عنهما، فإن زُكِّيا قبِلْتُ شَهادتَهما، وإلا أمْضَيْتُ ما قد ثَبَتَ عندِي، فامْتَنَع أولئك من الشهادة فَزَعًا، ولم يَدْفَعْ إلى المعْتَضِدِ شيئا.

وقال كيعٌ القاضي: كنتُ أتقلَّدُ لأبي خازم وُقوفا في أيّام المعْتَضِد، منها وقوفُ الحسن بن سَهْل، فلمَّا اسْتَكْثَرَ المعْتَضِدُ من عمارة القصر المعروف


(١) في تاريخ بغداد ١١: ٦٣ "الزارع".
(٢) في تاريخ بغداد "نتعمده".
(٣) في تاريخ بغداد ١١: ٦٣ "الضيعي".

<<  <  ج: ص:  >  >>