للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابنُ زُولاق: وسمع على عليِّ بن حَرْب الطّائيّ نحوَ ستِّين جزءًا، وأخَذ عن الرَّبيع بن سليمان أكثَرَ كُتُب الشافعيِّ، رضي الله عنه، وحدَّث أيضا عن محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَمِ.

روَى عنه أبو بكر ابن المقْرِي، والطَّبَرانِيّ، في آخرين.

ووَلِي قضاء "مصر" بعدَ صَرْفِ إبراهيم محمد الكُرَيْزِيّ (١)، خِلافةً عن هارون بن إبراهيم بن حَمَّاد.

ثم ذكر ابنُ حَجَرٍ وحَفِيده خِلافًا في تَوْلِيَتِه القضاءَ، هل هو اسْتقْلال أو خِلافةٌ.

ثم نَقلا عن ابن زُولاق أنَّه قال: كان عبد الرحمن بن إسحاق عاقلا، فقيها، حاسبا، فِهما، له في الحساب تَصْنِيفٌ، وكان عفيفًا، يُقالُ: إنّ المودَعَ بَقى في ثمانون ألفَ دينارٍ مما كان أبو عُبيدٍ خَلَّفه، وطال العهدُ بها، ولم يأتِ لها طالبٌ، فلم يتعرَّضْ لها عبد الرحمن، وأدَّي بها للذي (٢) يَعْهَدُه.

وكان كثيرَ الأدب مع الطَّحاوِيّ جِدًّا؛ بحيث لا يركبُ حتى يركبَ، ويقولُ: هو عالمنا وقُدْوتُنا. يقول: هو أسَنُّ مِنِّي بإحْدَى عشرةَ سنةً، والقضاء أقَلُّ من أن أفْتَخِرَ به على أبي جعفرٍ.

ولم يَزَلْ عبدُ الرحمن يَنْظُر في الحُكْم إلى شهر ربيع الآخِر، سنة أربع عشرةَ، فكانتْ مدّةُ وِلايَتِه سنةً واحدةً وشَهرين، وعاش بعدَ ذلك إلى سنة عشرين وثلاثمائة.

* * *


(١) انظر: الولاة والقضاة ٥٣٤.
(٢) في بعض النسخ "الذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>