الخرقي من أهل "بغداد"، صاحب "المختصر" في الفقه على مذهب أحمد. انتهى ملخّصا. وبه يظهر سخافة كلام صاحب "الكشف"، حيث قال عند ذكر (١)"التبصرة" في الهيئة هو لأبي بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر المروزي،
(١) هو كتاب لطيف في الهيئة، أوله: الحمد لله حقّ حمده إلخ، وهو ملخّصا من كتابه الكبير في الهيئة المسمّى بـ "منتهى الإدراك في تقاسيم الأفلاك"، أوله: الحمد لله المنفرد بالخلق والإبداع إلخ، وقد طالعت "التبصرة"، وانتفعت بها، وقد اختلف في ضبط لفظ الخرق، الذي اشتهر به مؤلّفهما، فذكر إمام الدين بن لطف الله المهندس اللاهوري الدهلوي في حواشيه على "شرح الجغميني" عند قول الشارح في بحث النطاقات، كما ذهب إليه الحرقي أنه بالحاء المهملة، والقاف، اسم صاحب "التبصرة". انتهى. وقال الفصيح في حواشيه عليه: بالحاء المهملة، والزاء المعجمة، والقاف، صاحب "التبصرة". انتهي. وقال عبد الخالق بن محمد في حواشيه عليه: بالحاء المهملة، والزاء المعجمة، صاحب "التبصرة"، ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون هو الخرقي من الخرقة، وكان صاحب "التبصرة" لابس الخرقة. انتهى. وقال أبو العصمة معصوم السمرقندي ثم البلخي في حواشيه: بفتح الحاء المهملة، وفتح الزاء المعجمة، والقاف المكسورة، على ما سمعنا عن بعض أستاذنا، والمصرّح به في بعض الكتب أيضا اسم صاحب "التبصرة"، ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون بالخاء المعجمة من الخرقة، وكان صاحب "التبصرة" لابس الخرقة. انتهى. وإذا كان كذلك، فجاز أن تكون الخاء المعجمة مكسورة، كما هو الظاهر، وأن تكون مفتوحة، كما قالوا في تفسر النسب. انتهى. أقول: انظر إلى هولاء كيف يتردّدون، ويتحيّرون، ويقولون: ما لا يعلمون، ويتفوّهون بما لا يتحقّقون، أما علموا أن الأنساب وضبطها ليس مما تهتدي إليه العقول، ما لم تطلع على منقول، أما فهموا أن ضبط العرف المشهور بمجرّد الاحتمال أمر مهجور، وإنما يعتمد فيه على الأمر المأثور، أين هؤلاء عن كلام السمعاني، حيث ضبط الخرقي بفتح الخاء المعجمة، والراء في آخره قاف، وقال: إنه نسبة إلى "خرق"، قرية على ثلاثة فراسخ من =