ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان أفضل عصره في الفقه وأعرفهم بطرقه، أخذ القراءة والتجويد عن السيّد إمام الدين الأمروهوي، وقرأ عليه "الشاطبي"، و"المشكاة"، و"الطريقة المحمدية"، و"الفرائض" وأخذ عنه السبعة، وقرأ على والده الرسائل المختصرة في النحو والعربية، وقرأ شيئا منها على العلامة رشيد الدين الدهلوي، وقرأ "شرح العقائد" للتفتازاني مع "حاشيته" للفاضل الخيالي على السيّد محمد الدهلوي.
وقرأ سائر الكتب الدراسية من المعقول والمنقول على مولانا مملوك العلي النانوتوي، ثم لازم دروس الشيخ المحدّث أبي سليمان إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وخصّه الشيخ بأنظار العناية والقبول، حتى صار صاحب سرّه، وتأهّل للإفتاء والتدريس، ودخل "باندا" بلدة مشهورة من أرض "بنديلكهند"، فوظّف له نواب ذو الفقار الدولة أمير تلك الناحية، فأقام بها إلى سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع إلى بلدته، واعتزل بها عاكفا على الدرس والإفادة، وانتهت إليه رياسة المذهب الحنفي.
وكان ورعا، تقيا، قانعا، فصيحا، مستحضر الفروع للمذهب، مع الخبرة التامّة بالفقه والأصول، صارفا جميع أوقاته بخدمة القرآن والحديث، عمّ نفعه لأهل العلم، ما من عالم من علماء الحنفية في عصره إلا أخذ عنه.
رحلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وسمعت "المسلسل بالأولية" منه، وقرأت عليه "أوليات الشيخ محمد سعيد سنبل" في نسخة عليها خاتم الشيخ المحدّث إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، فأجازني بجميع مروياته من مقروءاته ومسموعاته إجازة عامة تامة، ودعا لي بالبركة -نفعنا الله ببركاته- أمين.
وله رسائل في الخلاف والمذهب.
توفي بخمس ليال خلون من ربيع الثاني سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بـ "باني بت".