منه الخرقة المباركة، ونال عنده المقامات العالية، ووصل إلى ما وصل، وحصل ما حصل.
ثم أجازه الشيخ زين الدين الخاقي إجازة الإرشاد، وأجاز له أن يروي عنه كتاب "عوارف المعارف"، و "كتاب أعلام الهدى" للشيخ شهاب الدين السهروردي، وأجاز له أن يروى عنه تصنيفه الموسوم بـ "الوصايا القدسية"، وسائر مؤلّفاته ومرويّاته، وأرسله إلى وطنه "مرزيفون" من "بلاد الروم"، وقال بعد ذهابه إليه: أرسلت إلى "بلاد الروم" نار العشق، ولما وصل إلى وطنه عيّن له السلطان مراد خان من أوقاف عمارته بـ "مرزيفون" خمسة دراهم كلّ يوم، ثم زاد عليها ثلاثة، وعين له كلّ سنة عشرة أمداد من الغلة، ولما سئل الشيخ عن قبوله هذه الدراهم، قال: لا بأس حصرنا الأيادى المختلفة في اليد الواحدة، وسدّدنا بتلك اللقمة فم النفس.
مات قدّس سرّه بوطنه "مرزيفون"، ودفن هناك، وقبره مشهور هناك يزار، ويتبرّك به.
وله كرامات عيانية ومعنوية، خارجة عن العدّ والإحصاء.
وله نظم بالتركية، مشتمل على أحوال العشق، يلقّب نفسه في نظمه بالرومي، قدّس الله روحه.
وللشيخ زين الدين الخاقي خليفة آخر اسمه عبد المعطي، وكان سمى هؤلاء الثلاثة بالعبادلة، ولد رحمه الله بالبلاد الغربية، وكان مالكي المذهب، ثم وصل إلى خدمة الشيخ العارف بالله زين الدين الخاقي، وكمل عنده الطريقة، وأجازه للإرشاد.
ثم توطّن بـ "مكة الشريفة" زادها الله تعالى تشريفا وتكريما، ولقّب بشيخ الحرم.
وله كرامات عيانية ومعنوية مشهورة في الآفاق، نقل عن المولى محمود السندى الذي قد نيف سنه على مائة وعشرين، ولم يظهر في محاسنه بياض،