للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مولانا عبد الرحيم، المعروف بحاجي جلبي بن المؤَيَّد، هو صَدْرٌ من صُدورِ أئمة الدين، وكبيرٌ من كُبراء الأوْلياء المهتدين، وقُدْوة في أفْراد العلماء الزَّاهدين، حاملُ لواء المعارف، ومُحْرزُ التّالِد منها والطَّارِف، مُحافظٌ على الكتاب والسُّنَّة، قائم بآراء الفَرْضِ والسُّنَّة، حامل الأعْباء، صلاح الأُمَّة، باسطٌ للضعفاء وذَوِي الحاجات جَناح الرَّأْفة والرَّحمْة، ذو أورادٍ وأذْكار، كان يُعَمِّرُ بها مَجالِسَه، وجِدٍّ في العبادة، وجُهْدٍ في الزَّهادة، ومُواظبة صِيامه، ومُلازَمة قيامِه.

يُقَضِّي بنَفْع الناس سائرَ يَوْمِه … وتَجْفوه في جُنْح الظلام مَضاجِعُ

فيَنْفَكُّ عنه يومُه وهْوَ ذاكرٌ … وينْفَكُّ عنه لَيْلُه وهْوَ راكِعُ

وبالَغ في مَدْحِه والثَّناء عليه. قال: اسْتفَدْتُ منه، واسْتفادَ مِنِّي، وأخذْتُ عنه، وأخذَ عنِّي، واسْتَجَزْتُه لولدي أحمد، ولمن سيَحدُث لي من الأولاد ويُوجدُ، على مذهب مَن يَرى ذلك، ويَسْلُكُ هذه المسالك، فممَّا أخذ عنِّى مُؤلَّفِيَ المسَمَّى بـ "الزُّبْدَة في شرح البُرْدَة"، و "تفسير آية الكُرْسِي"، و "بحث وتَدْقيق وتحقيق، أوْضَحْتُه في معنى الكلام النَّفْسِيِّ"، وقَصيدتي"القافيَّة القافية التي هي ببعض مَناقب شيخ الإسلام (١). وافية"، وقصيدتي"الخائِيَّة المعْجَمة، وحَلُّ بعض طَلاسم الكُنوز المعظَّمة"، وأن كتابَه "خَلاق عليم" وحَمْلَها ينْفع من الطاعون، وأنَّه مُجَرَّب كما رواه لنا الأئمة الواعون. [وأنشدتُه لنفْسِي] (٢):

مَن رامَ أنْ يَبْلُغَ أقْصَى المنَى … في الحشر مع تقْصِيره في القُرب

فلْيُخلِصِ الحُبَّ لِمَوْلَى الوَرَى … والمصْطفَى فالمرءُ مَع مَن أَحَبَّ


(١) يعني والده، كما جاء في الكواكب.
(٢) في بعض النسخ "وأنشدني لنفسه شعرا".
والتصحيح من بعض النسخ، والكواكب ٢: ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>