للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قال في "الجواهر" ذكرَه ابنُ النَّجَّار، وأطْنَبَ في ذكره، وقال: حنفيٌّ مُعْتَزِلِيٌّ.

قرأتُ في "كتاب أبي الوَفاء ابن عَقيل" الفقيه الحنْبَلِي، بخَطِّه: القاضي أبو يوسف القَزْوِيْنِيّ، قدِمَ علينا "مصرَ"، وكان شيخًا يفْتخرُ بالاعتزال، وكان طَوِيلَ اللِّسان، ولم يكُن مُحقِّقًا في عِلْمٍ من العلوم، إلا تفسير القرآن العظيم.

قال القاضي عِياض: رحمه الله تعالى في "الصَّلة" سمعتُ أبا عليِّ بنَ سُكَّرَةَ، يقول: أبو يوسف القَزْوِيْنِيّ، بلَغ في السِّنِّ مَبْلَغًا يكاد يَخْفَى في الموضع الذى يجلس فيه، وله لسانُ شابٍّ.

وذكر أنّه له "تفسير القرآن" في ثلاثمائة مجلَّد، سبعةٌ منها في الفاتحة، وحصَّل كُتُبًا لم يَمْلكْ أحد مثلَها، حصَّلها من "مصر" وغيرها، وبِيعَتْ كتُبه في سنين، وزادتْ على أربعين ألف مُجلَّد.

قال ابنُ النَّجَّار: حدَّثني بعضُ أهل العلم، أن أبا يوسف وردَ "بغداد" ومعه عشرةُ جِمالٍ تَحْمِل دَفاتِرَه، وأكثرها بالخُطوط المنْسوبة، ومن الأصول المحَرَّرة، في أنواع العلوم. وطاف البلاد؛ "أصْبهان" و "الرَّيِّ"، و "هَمَذان"، وسكن "طَرَابُلُسَ الشام"، وسكنَ "مصر"، وانْتقل [من"بغداد"، ثم عاد إليها. وذكرهُ ابن الأثير، فقال: مُصَنِّفُ] (١) "حَدائق ذات بَهْجة" في تفسير القرآن الكريم. ومات في ذي القَعْدَة، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

وكانتْ ولادتُه سنة ثلاث وتسعين وثلائمائة.

وذكره ابنُ عساكرَ، في "تاريخ دمشق"، ورَوَى له حديثَيْن، أحدهما عن أبي مسعود الأنْصارِيِّ، رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم "لِيَؤُمَّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتابِ اللهِ، فإِنْ كانوا في القِراءةِ سَوَاءً، فأَعْلَمُهُمْ بالسُّنَّة، فإن كانوا في العلم والسنة سَوَاءً، فأَقْدَمُهم هِجْرَةً، فإن كانوا


(١) سقط من بعض النسخ، واستكمل من الجواهر المضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>