وكان كثير العبادة، والتألّه، والمراقبة، والوجد والحالة، والفناء، والانكسار، والاستغناء عن الناس مع البشاشة، وطيب النفس، كان يتحمّل الأذى عن الناس، حتى إن أحدا منهم تواجد في مجلس السماع، ووقع عليه في حالة الوجد، فصرعه على الأرض، فتألمّ به، ولم يتغيّر عنه، وأعذره الناس لتواجده، ثم وقع عليه في مجلس آخر، وصرعه، فأراد الحاكم أن يضربه، فحال بينه وبين الحاكم، ولم يدعه أن يتعرّض به أحد، وكان كثيرا ما يتجشّم الشدائد لشفاعة الناس، فيذهب إلى بيوت الأمراء بشقّ النفس، ولو كان في اعتكاف الأربعين، وربما يقعد على أبوابهم إن لم يقبلوا الشفاعة من الصباح إلى المساء، ويتردّد إليهم غير مرّة مع انقطاعه إلى الزهد، والعبادة، والاشتغال بالله سبحانه، والتجرّد عن الأسباب، واختيار الفقر والتقلّل.
وكان يدرّس، ويفيد في التفسير، والتصوّف، لا سيّما "عرائس البيان"، و"عوارف المعارف"، و"فصوص الحكم"، وشروحها.
وله مصنّفات يبلغ عددها إلى اثنين وعشرين كتابا، منها:"شرح الحقيقة المحمدية" للشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، و"الرسالة العينية" في الردّ على الغيرية للشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، و"الرسالة العزيرية" في الأذكار والأشغال، و"عمدة الإسلام" في الفقه الحنفي بالفارسي في مجلّد.
توفي بمدينة "دهلي" يوم الاثنين لستّ خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ومن غرائب الاتفاق أنه كان يكتب في الرسائل قبل اسمه (ذرّه ناجيز)، فلمّا أحصي عدد ذلك اللفظ بعد موته علم أنه تاريخ لوفاته