الحنين، رحمه الله تعالي، وقرأ في هذه المدة المديدة الكتب المعتبرة، والمتون المحرّرة، والشروح المشهورة بالتحقيق، والحواشي المعروفة بالتدقيق، وكان لا يملّ من المطالعة والمراجعة، والاشتغال والإشغال، وكانت أيامه كلّها في إقبال وبلوغ آمال، وتخدمه السعود، وتعينه الجدود، إلى أن بلغ مبالغ الرجال، وفاق الأقران والأمثال، حتى كان الإمام العلامة والقدوة الفهَّامة، وفاز فى الاختبار النهائي بدرجة الامتياز، وكتب في سنده "ذكي من أذكياء الأمة المحمدية، على صاحبها ألف صلاة وتحية.
من كبار شيوخه في "ديوبند": شيخ الإسلام السيّد حسين أحمد المدني، والعلامة السيّد أصغر حسين الديوبندي، والعلامة إبراهيم البلياوي، والعلامة إعزاز علي الأمروهوي، والمفتي الأعظم محمد شفيع الديوبندي، والعلامة القاري محمد طيّب الديوبندي، والعلامة شمس الحق الأفغاني، والعلامة عبد الحق نافع غُلْ، والعلامة عبد السميع، والعلامة جليل أحمد، ومولانا رياض الدين، تغمَّدهم الله بالرحمة والرضوان.
بعد إكمال الدراسة العليا عاد إلى وطنه الأليف سنة ١٣٥٦ هـ، وتزوّج في هذه السنة بامرأة ذات ثروة وجمال في قرية "جهانبور" من مضافات "فَتِكْسَري"، وبعد وفاته تزوّج مرة ثانية.
وبعد أن حصَّل من الفضائل ما حصَّل، وأنعم الله عليه ما أمّلَ التحق مدرّسا بالجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري عام ١٣٥٧ هـ، ثم التحق سنة ١٣٥٨ هـ بمدرسة في "أكياب" من "بورما"، ثم عاد إلى "جاتجام" سنة ١٣٦٠ هـ، ثم التحق سنة ١٣٦٢ هـ بمدرسة في "روجان"، وبعد سنة التحق بالمدرسة الكبيرة بـ "ناظر هات"، وأقام فيها خمس سنين، ثم التحق مدرّسا سنة ١٣٦٥ هـ بالجامعة الأهلية دار العلوم هاتهزاري، وعين شيخ الحديث، وصدر المدرسين لها سنة ١٤٠١ هـ، وأقام على هذا المنصب الجليل إلى أن توفاه الأجل المحتوم، وكان عميد التعليم لها