للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

موت كعب بن لؤي؛ ومن عادة الناس أن يؤرّخوا بالواقع المشهور، والآمر العظيم، فأرّخ بعض العرب بأيام الخُنان لشُهرتها.

قال النابغة الجعدي (١):

فَمَنْ يَكُ سائلًا عني فإني … مِن الفِتيْان أيامَ الخُنَان

مَضَتْ مائةٌ لعام وُلدتُ فيه … وعامٌ بعد ذاك وحجتان

وَقد أبْقَتْ صُرُوفُ الدَّهر مني … كما أبقتْ من السَّيْفِ اليَمَاني

قال الشريف المرتضى في كتابه "غُرر الفوائد ودُرر القلائد": إن أيام الخُنان أيام كانت للعرب قديمة، هاج بهم فيها مرض في أنوفهم وحلوقهم.

قلت: وهو بضم الخاء وفتح النون، وقد يشتبه بالخِتان، بكسر الخاء والتاء المثناة من فوق.

وكانت العرب تؤرخ بالنجوم، وهو أصل قولك: نَجَّمتُ على فلان كذا، حتى يُؤديه في نجوم، وأول من أرَّخ الكتب من الهجرة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، في شهر ربيع الأول، سنة ست عشرة، وكان سبب ذلك، أن أبا موسى الأشعري رضى الله عنه كتبَ إلى عمر رضي الله عنه: إنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب، لا ندري على أيّها نعمل، قد قرأنا صكًا منها محلّه شعبان، فما ندري أيّ الشعبانين، الماضي أو الآتي، فعمل عمر رضي الله تعالى عنه على كتب التاريخ، فأراد أن يجعل أوله رمضان، فرأى أن الأشهر الحرم تقع حينئذ في سنتين، فجعله من المحرّم، وهو آخرها، فصيره أولًا لتجتمع في سنة واحدة.

وكان قد هاجر صلى الله عليه وسلم يوم الخميس، لأيام من المحرّم، فمكث مُهاجرًا بين سير ومقام مُدة شهرين وثمانية أيام.


(١) شعر النابغة الجعدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>