قال الإمام عبد الحي اللكنوي رحمه الله تعالى في "طرب الأماثل بتراجم الأفاضل": والشيخ الفاضل عبد الغني بن إسماعيل صاحب "الأحكام" ابن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الدين بن جماعة النابلسي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة ١١٤٤ هـ، كما في "الكشف"، … وله أشعار كثيرة، وذكر في موضع من الشرح المذكور، قد ابتليت ببعض الشافعية من المتفقّهة القاصرين، يذكرونني بسوء في غيبتي، ويقولون: لا غيبة لفاسق، ويطعنون في عرضي بما أنا برئ منه، فقلت في ذلك: هذين البيتين:
سمعت بقوم علّلوا حلّ غيبتي … بفهم ركيك في الحديث من الطبع
فقلت: ولا عتب فقد حلّ عندهم … بهم أكل إنسان بواسطة الضبع
فإن أكل لحم الضبع يجوز عند الشافعية، والضبع يأكل لحم الإنسان، فإذا أكلته الشافعية، فقد أكلوا لحم الإنسان، وذلك حلال عندهم، فلا عتب عليهم إذا حلّلوا غيبتي. انتهى. وهذا من اللطائف.
وفي موضع آخر منه كنت مرة في درسى العام بجامع بنى أمية في "دمشق الشام"، والناس حولي يتكلّمون في أمر الدنيا،. ويضحكون، فرفعت صوتي بنصيحة على وجه العموم، ذكرت لهم أمثال قوله عليه الصلاة والسلام: سيكون في آخر الزمان ناس يكون حديثهم في مساجدهم، حتى قلت لهم في جملة كلامي: انظروا يا عباد الله! في كنائس اليهود والنصارى، فإنهم رفعواها عنا كلام الدنيا، مع أنها مأوى الشياطين، فكيف أنتم يا أمة الإسلام! لا ترفعوا مساجدكم عن كلام الدنيا، وأنتم تقرؤون قوله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} الآية، فأعرضوا عني، ولم يجيبوا إلى الامتثال، وخرجوا