للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاضي العَسْكَر بولاية "أناطولِي" *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان أبوه ميرشاه، من أعْيان قُضاة القُضاة بـ "الدِّيار الشامِيَّة"، وغيرها، وكان من جُمْلة ما وَلِيَه بها "أطْرابُلُسُ الشام"، حين كان من تَوابِعها "حمَاة"، و"حِمْص".

وأما محمود فكان من أعْيان جُنْد السُّلطان سليم خان فاتح "الدِّيار المِصْرِيَّة".

وأما بايَزيد فكان كاتبَ السِّرِّ عندَ بعضِ الملوك من أوْلاد إسْفَنْديار.

اشْتغل، وحصَّل، وأخذَ عن بعض فُضلاء "الدِّيار الرُّومية"، وصار مُدرِّسا بإحْدَى المدارس الثَّمان، ثم صار مُدرِّسّا بإحْدَى المدارس السُّلَيْمانيَّة، ثم وَلِيَ قضاء "الشام"، ثم قضاء "مِصْر"، ثم بعدَ مُدَّةٍ وَلِيَ قضاء "إصْطَنْبول"، ثم قضاء العسكر بولاية "أناطولِي"، وكان في هذه الولايات كلّها عفيفًا عن أمْوال الناس، فيه مَيْلٌ إلى مُساعدة الفقراء، ومُمالأةٍ على طائفة الظَّلَمة.

وهو في علم الكلام أحسن منه في بقيَّة العلوم.

وربما اعْتراهُ حِدَّةٌ فيْ الخُلُق وسرْعةٌ في الغَصَب، ولذلك لم تطُلْ مُدَّتُه في سائر هذه المناصِب لِعَدَم المداراة.

وله بعضُ تآليف، ورسائل، وتعاليق على هوامش بعض الكتب.

وقد رأيْتُه، واجْتمعتُ به مِرارًا، وهو في غاية ما يكون من التَّواضع، وعَدَمِ التَّكَبُّر، وهو الآن حَيٌّ يُرْزَق (١). والله أعلمُ.

* * *


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٣٦٠.
وترجمته في شذرات الذهب ٨: ٤٤٠، وكشف الظنون ١: ٣٤٨، ٢: ١٢٧٥، والكواكب السائرة ٣: ١٦٨، وهدية العارفين ١: ٥٩٠.
(١) في الكواكب: أنه مات قبل الألف، وفي حاشيته سنة خمس وتسعين، وفي الشذرات سنة تسع وتسعين وتسعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>