لما اجتمع فيه من خصال الخير، فصار مرجوعا إليه في بلدته ومرجوعا إليه بعلم الرواية والدراية وتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق.
وكان يدرّس، ويفيد، ويسكن بالمسجد الأكبر آبادي في "دهلي"، قرأ عليه الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ومرزا حسن علي الشافعي اللكنوي، والشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي المدفون بـ "مكة المباركة"، والسيّد محبوب علي الجعفري، والسيّد إسحاق بن عرفان البريلوي، وخلق كثير من العلماء.
ومن أعظم ما منّ الله سبحانه عليه أنه وفّقه لترجمة القرآن الكريم وتفسيره في لغة أهل "الهند"، قد اعتنى بها العلماء، واتفقوا على أنه معجزة من معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم.
قال السيّد الوالد في "مهر جهانتاب": إن الشيخ عبد القادر رأى في المنام قبل أن يوفّق لها أن القرآن نزل عليه، فحكاه لصنوه عبد العزيز، فقال له صنوه المذكور: إن الرؤيا حق، ولكن الوحي قد انقطع من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتأويله: أن الله سبحانه يوفّقك من خدمة القرآن بما لم تسبق إليه، فحصلت له تلك المبشرة على صورة "موضح القرآن".
ومن خصائصه: أنه اختار لغة بحذاء لغة قاربت بما حازت في العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، حتى إنها لا تتجاوز عنها في موارد الاستعمال، وظك موهبة إلهية وكرامة ربانية، يختصّ بها من يشاء.
قال الحسني: إني سمعت ورويت "موضح القرآن" عن جدتي لأمي السيّدة حميراء بنت علم الهدى الحسني النصير آبادي عن بنت الشيخ عبد القادر عن أبيها المصنّف، رحمه الله.