للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال خوافي خان في "منتخب اللباب": إنه كان صالحا، تقيا، ديّنا، صدوقا، محتظيا عند السلطان، وكان السلطان ومن دونه يعظّمونه، ويتلقّون إشاراته بالقبول، ولكنّه كان لا يفوه بشفاعة لأرباب الحوائج، ويشدّد على الناس في القضايا، حتى إنه قتل لذلك.

وقصّته: أن رجلا قلندر الزيّ من أهل "إيران" قدم "الهند"، وأقام ببلدة "سورت" (١)، وبمدينة "برهانبور" أياما عديدة، ثم جاء إلى "دهلي"، فمال إليه الأمراء من أهل "إيران"، واجتمع لديه القلندرون، فلم يزل يعيش في الحدائق والبساتين، ويشتغل بالمعازف والمزامير، ويبذل الأموال الطائلة، حتى قيل: إن مصارفه كانت أكثر من مداخله، فظنّ السلطان أنه جاسوس، بعثه ملك "إيران"، فأمر العسس أن يقبض عليه، وأمر عبد القوي أن يفحصه، فأحضره العسس لديه، فتكلّم معه الشيخ في الخلوة، فجحد كلّ ما رموه به، فلما شدّد عليه، قال: إذا شددت عليّ فإني لا أخبرك إلا همسا في أذنك، وأبى إلا أن يهمس إليه، فأدناه، فوثب عليه، وأخذ سيفه الذي بين يديه، وضربه، فلم يرتث، ولم يتحرّك، ومات من ساعته، وكان ذلك في سنة ستّ وسبعين وألف.

قال السهارنبُوري في "مرآة جهان نما": إن ابنيه: محمد مظفّر، وأبا الفتع نقلا جسده إلى "برهانبُور"، ودفناه بها.

* * *


(١) سورت: هي على مصب نهر، يسمّى باسمها، وهي ذات سور محيط نحو ستة أميال، وهذه المدينة من أقدم مدن الهند، لكن ليس عدد سكّانها في نمو في هذه الأيام، وقلعتها كانت من أبنية خواجه صقر الرومي، بناها بأمر بهادر شاه الكجراتي.
"رانديرا": ويسمّونها "رانير"، كانت بلدة كبيرة في القديم، وهى اليوم صغيرة من أعمال "سورت"، وكانت من أشهر الفرض في القديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>