ثم ولي التدريس بدار العلوم في "لكنو"، فدرّس بها مدّة مديدة.
ثم سافر إلى "الحجاز"، فحجٌ، وزار، وأقام بها ثلاث سنين، ثم رجع، وسكن مدّة طويلة بزاوية الشيخ محمد علي بن عبد العلي الحسيني الكانبوري ببلدة "مونغير".
وكان يدرّس، ويفيد بها، ثم سافر إلى "حيدرآباد"، وولي التدريس بالجامعة العثمانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، (ومكث بها مدّة طويلة يدرّس، ويفيد، حتى آلت إليه رياسة القسم الديني في الجامعة.
ثم أحيل إلى المعاش، وانتخب رئيسا للقسم الديني في جامعة عليكره الإسلامية حوالي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف، ومكث نحو عشر سنوات، حتى أحيل إلى المعاش مرّة ثانية في سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، فاعتزل في بيته يدرّس في الحديث، ويشتغل بالمطالعة والتأليف.
كان ذكيًا، حادّ الذهن، له مشاركة جيّدة في الفقه والحديث، وعناية بالتجارة وتنمية الأموال، وكان من العلماء الذين بسط الله لهم في الرزق، ووسع لهم، وكان ذا خبرة وإطلاع، وممارسة للأمور، لطيف العشرة، فكه المحاضرة.
له شرح على "جامع الترمذي"، سماه "شرح اللطيف"، إذا طبع كان في عدة مجلّدات كبار، وله "لطف الباري في شرح تراجم أبواب البخاري"، وله رسالة في أصول الحديث، كلّها بالعربية، وله "مشكلات القرآن"، و"تاريخ القرآن"، و"تذكره أعظم" في سيرة الإمام أبي حنيفة، و"صرف لطيف"، و"نحو لطيف"، كلّها في أردو، وبعض رسائل علمية.
مات لاثني عشر خلون من جمادى الآخرة، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف بـ"عليكره"، ودفن بها.
* * *
= المجاهد، والسيّد المحدّث قطب الهدى، والسيّد أبو سعيد، والسيّد محمد ظاهر، وخلق آخرون.