مدرّسا بمدرسة قلندر خان بالمدينة المزبورة، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عليه رحمة الملك الباري.
ثم صار مدرّسا بمدرسة الوزير محمود باشا بمدينة "قسطنطينية"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بمدينة "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "مغنيسا"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، وعين له كلّ يوم ستون درهما، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "أدرنه"، وعين له كلّ يوم سبعون درهما، ثم صار قاضيا بالمدينة المزبورة.
ثم ترك القضاء، وعين له كلّ يوم ثمانون درهما، ومات على تلك الحال في سنة تسع وأربعين وتسعمائة.
كانت له مشاركة في العلوم كلّها، وكان رحمه الله تعالى عالما عاملا، زاهدا، صالحا، تقيا، مشتغلا بالعبادة والمطالعة والأوراد والأذكار، وملازما للمساجد في الصلوات الخمس.
وكان يعتكف في "أكثر الأوقات بالمساجد، وكان مجاب الدعوة، صحيح العقيدة، مقبول الطريقة، حسن السمت، وكان خاضعا، خاشعا، متأدّبا، وكان لا يذكر أحدا إلا بخير، وكان أكثر اهتمامه بأمور الآخرة، ولم يكن له همّ في أمر الدنيا، روّح الله تعالى روحه، ونوّر ضريحه.
* * *
آخر الجزء الحادي عشر ويليه الجزء الثاني عشر، وأوله: باب من اسمه عبد الماجد وعبد المالك والحمد لله حق حمده