وبالجملة فإنه بلغ رتبة، لم يصل إليها كثير ممن عاصره من المشايخ، وكانتْ طريقته اتباع الشريعة المحمدية، واقتفاء آثار السنّة السنية، لا ينحرف عنها قدر شعرة في الأقوال، ولا في الأفعال.
أخذ عنه خلق كثير، حتى قيل: إن أربعمائة ألف مسلم بايعوه، ثم ألف رجل منهم نالوا عنه حظّا وافرا من العلم والمعرفة.
وقيل: إن زاويته قلّما كانت تخلو عن ألف رجل كلّ يوم، وكلّهم كانوا يأكلون الطعام من مطبخه، ويستفيدون منه.
وفي "التذكرة الآدمية" أنه سار إلى "لاهور" سنة اثنتين وخمسين وألف، وكان معه عشرة آلاف من السادة والمشايخ ومن كلّ طبقة، وكان شاهجهان ابن جهانكير.
سلطان "الهند" بـ "لاهور" في ذلك الزمان، فاستعظمه، وأمر سعد الله خان أن يذهب إليه، فجاء سعد الله خان، وتكدّرت صحبته بالشيخ، فسعى إلى السلطان بالوشاية، فأمر السلطان أن يسافر الشيخ إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفا -، فسافر معه أصحابه وعشيرته، فحجّ، وسكن بـ "المدينة" المنوّرة، حتى مات بها. انتهى. وللشيخ آدم رسائل في الحقائق والمعارف، منها:"خلاصة المعارف" في مجلّدين بالفارسية. أوله: الحمد لله ربّ العالمين، حمدا كثيرا بقدر كمالات أسمائه وآلائه، إلخ.
قال صاحب "نزهة الخواطر": وقد ظفرتُ بذلك الكتاب، وهو موجود عندي - ولله الحمد! ومنها:"نكات الأسرار".
وكان الشيخ آدم أمّيًّا، ما قرأ شيئا من الكتب على أهل العلم.
مات بسبع بقين من شوّال سنة ثلاث وخمسين وألف بـ "المدينة" المنوّرة، فدفن بـ "بقيع الغرقد" عند قبة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.