للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما كان لي عنهْم غِنًى غيرَ أنَّني .. قنعْتُ وحسْبِيِ بالقَناعةِ من كَنْزِ

وأعْرَضْت عنهم لا سُلُوًّا وإنَّما … رأيتُ مُقامَ الذُّلِّ في مَنزِل العِزِّ

كذا أوْرَدَ له هذه الخمسَ المقَاطِيع (١) في "دُرَّةْ الأسْلاك"، وأثْنَى عليه.

وذكرَه ابنُ شكرٍ في "عُيون التَّواريخ"، وحَكَى أنَّه سمِع قَولَ مُجيرِ الدين ابن تميم (٢)، في فَضْل الورد على النَّرْجِس، وهو (٣):

مَن فضَّلَ النَّرْجسَ وهو الذي … يَرْضَى بحُكْمِ الوِرْدِ إذ يُغْرَسُ

أما ترَى الوردَ غَدا جالِسًا … إذ قام في خِدْمَتِه النَّرْجِسُ

فقال مجدُ الدين ابن سَخنون، يُجيبُه (٤):

ليس جُلوسُ الورد في مجلس … قام به نَرْجِسُه يوكِسُ

وإنَّما الوردُ غَدَا باسِطًا … خَدًّا ليَمْشِي فوقَه النَّرْجِسُ (٥)

قال: وطلب منه الشيخُ عفيف الدين التِّلِمْسانِيّ (٦)، أن يُعْبِرَه كتاب "فُصوص الحِكَم" الذي صنَّفه الشيخ ابنُ عَرَبِىّ، فمَنَعَه إيَّاه، وكتب إليه:


(١) في بعض النسخ "مقاطيع".
(٢) هو محمد بن يعقوب بن علي الإسعردي، سكن حماة، وخدم الملك المنصور، وكان جنديا مختشما، شجاعا، مطبوعا، كريم الأخلاق، بديع النظم رقيقه، لطيف التخيل، توفي بحماة سنة أربع وثمانين وستمائة. فوات الوفيات ٤: ٤٥ - ٥٦.
(٣) فوات الوفيات ٢: ٤١٨.
(٤) فوات الوفيات ٢: ٤١٨.
(٥) في الفوات "خدا تمشي".
(٦) هو سليمان بن علي بن عبد الله، شاعر من الصوفية، توفي بدمشق سنة تسعين وستمائة. البداية والنهاية ١٣: ٣٢٦، وشذرات الذهب ٥: ٤١٢، وفوات الوفيات ٢: ٧٢ - ٧٦، النجوم الظاهرة ٨: ٢٩ - ٣٠ والضوء اللامع ٥: ٩٧، ٩٨، كشف الظنون ١: ٦٧، ٦٢٠، ٧٥٩، =

<<  <  ج: ص:  >  >>