للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومهَرَ في صناعة التوقيع، ثم وَليَ القضاء بـ "الشام" اسْتِقْلالًا، ولكنْ لم تطُل مُدَّتُه.

ثم قدم "القاهرة"، ووَليَ تدْريس "الصَّرْغَتْمَشِيَّة".

وكان في الفضائل قريبًا من أبيه، ومُساويًا له.

وكانتْ وَفاتُه، سنة إحْدَى وتسعمائة. رحمه الله تعالى.

قال السَّخاويُّ: وأخذَ الفرائضَ عن الشِهاب أحمد الحِمْصِيّ، وتَمَيَّز فيها، بحيث نظَم فيها أُرْجوزةً، سَمَّاها "روْضة الرَّائض في علم الفَرائض"، وشرَحها، وقَرَّظَها له الأمين الأقْصُرائِيُّ، والكافِيَجيّ، وعَضُدُ الدين السِّيرامِيّ، في آخَرين، كتبَ الخَطَّ الحسن، وعملَ "دلائل الإنصاف"، وهو كتاب في الخِلافيَّات، يَزيدُ على خمس وعشرين ألف بيت، و "الإرْشاد المفيد لخالص التَّوْحيد"، وهو نظم أيضًا، و "شِفاء الكَلِيم بمَدْح النَّبِيّ الكريم".

قال السَّخاويُّ: كتَبه لي بخَطِّه، وسمعتُه من لفظِه، و "الجَوْهَر المنَضَّد في علم الخليل بن أحمد"، وكتاب في التَّعْبير (١)، نحو أربعة آلاف بيت.

ومن نَظْمِه (٢):

ولقد شَكَوْتُ إلى طَبيبي عِلَّتِي … ممَّا اقْترفْتُ من الذُّنوبِ الجانيهْ

وصفَ الطبيبُ شَرابَ مَدْحِ المصطفَى … فهو الشِّفا فاشْرَبْ هَنِيًّا عافِيَهْ

وقوله مِمَّا ذَكَر أنه أنْشَده في النوم (٣):

ثَوْبُ العلوم محَرَّرٌ وطِرازُهُ … مَدْحُ الحبيب وذا رَقيقُ الحاشيهْ (٤)

وغالبُ نَظْمِه من هذا القَبيل، والجَيِّدُ منه قليل. رحمه الله تعالى.

* * *


(١) سماه: فيح العبير من فتح الخبير، وفي الضوء. "فتح العبير" تصحيف.
(٢) الضوء اللامع ٥: ٩٨.
(٣) الضوء اللامع ٥: ٨٩.
(٤) في الضوء "محرز وطرازه".

<<  <  ج: ص:  >  >>