ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بـ "جيتوا" -بكسر الجيم المعقود بعدها تحتية ثم فوقية من أعمال "ميدني بور" في إقليم "بنغاله"(١) - لست خلون من جمادى الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف.
ودخل "كلكته"، فقرأ العلم على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم ولي التدريس بكلّية هُوغلِي، فدرّس بها مدّة.
ثم ولي النظارة لكلية "داكا" سنة إحدى وتسعين، وكان يعرف اللغات الإنكليزية والفارسية، والبنغاله، وسنسكرت، مع مهارته في اللغة العربية.
له مصنّفات ممتعة، منها:"طراز الأزهار في سير الفلاسفة الكبار"، و"تشحيذ الإدراك في حقيقة حركة الأرض ووجود الأفلاك"، و"دراية الأدب في لسان العرب"، و"مفتاح الأدب في علمي النحو والصرف"، و"المناهل الصافية في مسائل الجغرافية"، و"ديوان الشعر".
(١) ويقال: بنكاله بفتح الموحدة، وسكون النون، وكاف فارسية، وألف ولام مفتوحة، بلاد متسعة من أرض "الهند"، يحدّها من الشرق سلسلة الجبال، ومن الغرب "بهار" و"أريسه"، ومن الشمال أيضًا سلسلة الجبال، ومن الجنوب البحر الملح، وطولها أربعمائة ميل، وعرضها مائتا ميل، والأنهار المشهورة بها: "كنكا" و"برهم بتر"، وهى إقليم الأرز، والعقاقير، والفانيذ، والموز، والأنبج، وورق التنبول، ومن غرائبه رخص، وسعة، ومنافع ومتاجر، قد جاور البحر، وشقّه النهر، وله سهل، وزرع، ويزرعون الأرز فيه في السنة ثلاث مرّات، إلا أن مائه ردي، وهواءه رطب، وأكلهم الأرز، ولبسهم الأرز، شتاء خسيس، وصيف بغيض. قال ابن بطوطة المغربي في "كتاب الرحلة": إنها بلاد مظلمة، يسمّونها أهل "خراسان" دوزخ برُ نعم، أي جهنم ملأي بالنعم. قال: رأيتُ الأرزّ يباع في أسواقها خمسة وعشرين رطلا دهلية بدينار فضّي، والدينار الفضّي هو ثمانية دراهم، ودرهمهم كدرهم النقرة سواء، والرطل الدهلي عشرون رطلا مغربية، وسمعتهم يقولون: إن ذلك غلاء عندهم.