للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شفيع، و"السنن" للإمام ابن ماجه على العلامة نافع غُل، وحصّل السند العالي من جامعة بنجاب سنة ١٣٦١ هـ.

وبعد الفراغ اتصل بالمدرسة النعمانية تحت إشراف والده، وذلك قبل تقسيم "الهند"، وبعده جاء إلى "باكستان"، وبإرشاد والده التحق مدرّسا بالجامعة الأشرفية لاهور (١)، وحصلت له الإجازة في الطريقة والسلوك من حكيم الإسلام العلامة القاري محمد طيّب، رحمه اللَّه تعالى.

* * *


(١) تقع هذه الجامعة في "لاهور". عاصمة فنجاب الغربية شارع فيروز فور. أسّسها الشيخ الكبير المفتي محمد حسن، نوّر اللَّه مرقده، في حيّ قديم، يسمّى بـ "نيلاكنبد" أي القبة الزرقاء، من أحياء "لاهور" في وسطها، وكان ذلك في ٨ من ذي القعدة ١٣٦٦ هـ. ونسبها إلى شيخه الداعية الإسلامي الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي، نور اللَّه مرقده، ولكن لم تمض عليها سنوات عديدة إلا ضاق بناء الجامعة بسبب كثرة كاثرة من الطلاب، الذين أتوا إليها من كلّ درب وفجّ، واضطرّ أصحاب الجامعة إلى بناء جديد أوسع وأكبر من البناء القديم. فاختار المؤسّس رحمه اللَّه تعالى ساحة كبيرة، تقع على شارع فيروز فور، بالقرب من شاطئ جدول، جميل تبلغ مساحتها ١٢٥ (كينال باكستاني)، ووضع الحجر الأساسي في هذه الساحة الواسعة لبناء الجامعة الجديدة يوم الجمعة المبارك في تاريخ ١٤ من شعبان ١٣٧٤ هـ، وبمناسبة وضع الحجر الأساسي انعقدت حفلة دينية كبيرة، اشترك فيها عدد كبير من العلماء والزهّاد وأهل الفضل والمتقين.
فكان من مشيئة اللَّه تعالى أن تترقي هذه الجامعة، وتؤدّي رسالتها، كما نوى مؤسّسوها المخلصون، فتدرّجت مع الزمان، وترعرعت، واشتهرت بجهادها الديني المستمرّ، وجهودها العلمية المباركة، حتى أصبحت أكبر الجامعة وأوسعها، يأتي إليها الطلّاب من كلّ جانب، وينتهلون من مناهلها، ويستنيرون بعلمائها، ليتفقّهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>