للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البُخارِيّ، الكُلاباذِيّ *

أحدُ أعْيان القُضاة بـ "خُراسان".

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وَليَ قضاء "مَرْوَ"، و"هَرَاة"، و"سمَرَقَنْد"، و"الشَّاش"، و"فَرغانَة"، و"بَلْخ"، ثم قُلِّد بعدَ ذلك قَضاءَ "بُخارَى"، فصار قاضي القُضاة.

سمع منه الحكم النَّيْسابورِيّ، وذكره في "تاريخها"، فقال: دخلتُ "بُخارَى" سنة خمس وخمسين، وهو على القضاء، و [كان أبوه] (١) وَلَيَ قضاءَ "بُخارَى" سبع سنين، وكنتُ أسْمَعُهم يقولون في مساجده ومَجالِسهم: اللّهم اغْفرْ للقاضي الكُلاباذِيّ، ومحمد (٢) بن أحمد. يَعْنون أباه، فَحُسِدَ على ذلك، فقال بعضهم لأهل "بُخارَى": أبو القاسم عبيْد اللَّه رجلٌ مَعْتَزَلِيٌّ. فالْتَمَسوا عَزْلَه عن "بُخارَى"، فقُلِّد "نَيْسابور" إجْلالا لمحَلِّه، ولم يَعْزِلوه إلا بولايةٍ، فوَرَدها قاضِيًا، في ذي القَعْدة، سنة سبع وخمسين. قال: ثم لحَقَه مَوْجِدَةٌ، فاسْتَخْلف بـ "نَيْسابور"، في سنة ستِّين وثلاثمائة، وترَك العملَ على خَلِيفته، وخرَج إلى "بُخارَى"، واستعفى عن قضاء "نَيْسابور".

قال: ولو فعلَ غَيرُه لَعُمِلَ في دَمِه، لكنّهم احْتَمَلوه إجْلالا لِمَحَلِّه، فلزم مَنْزِلَه، ولم يتقلَّدْ بعدَ ذلك عَمَلا.

وتُوُفِّيَ في "بُخارَى" سنة خمس وستِّين وثلاثمائة. رحمه اللَّه تعالى.

ويأتي أبوه محمد بن أحمد، إن شاء اللَّه تعالى.

* * *


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٤٢٥.
وترجمته في الجواهر المضية برقم ٩٠٢.
(١) تكملة من الجواهر المضية.
(٢) في الجواهر دون واو العطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>