بعد أن تخرّج فيها ولي التدريس في الجامعة العربية الرحمانية ببلدته، فظلّ يدرّس الكتب الفارسية والعربية، حتى "مشكاة المصابيح" بجدّ ونشاط، إلى جانب توليه مسؤولية الإفتاء بها، فيكتب الإجابات عن الاستفتاءات موثّقة بالأدلة بكلمات مكشوفة سافرة، وعلى ما أفاد الشيخ صغير أحمد: كان يعيش عيش الضيق والعسرة بتلك الأيام، مع ذلك لم تكن تتزلزل قدمه، ولم تنحرف عن الثبات والمصابرة أمام الأوضاع الخطرة التي واجهته، ولا زال أعرب عن غنى القلب، وإثر أن تمتع بالعيش مشتغلا بالتدريس والإفادة والإفتاء بها لمدة عشرة سنة انتقل إلى دار العلوم جامع الهدى بمدينة "مرادآباد"، ولم يرض به شيئا القائمون على أمور الجامعة الرحمانية، فدرّس هنا كلا من "صحيح مسلم"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"مشكاة المصابيح"، و"تفسير الجلالين"، و"المقامات الحريرية"، و"المعلقات السبعة"، و"ديوان المتنبي"، وما إلى ذلك. كما يقوم بالرحلات التبليغية والإصلاحية، ولو أصابته المصائب والمشاقّ في سبيلها، فارتحل إلى "مهاراشترا" في رمضان المبارك ١٤٠٢ هـ، حيث كثيرا ما سمعته يصف ما عاناه في الرحلة هذه من الصعوبات الهائلة، مما يدلّ على الصبر والاستقامة والثبات الذي ركن إليه، واتخذ مع ذلك خطوات، فأدى صلاة الفجر بمنطقة "كهير" (وهى تقع من "بومباي" على بعد ثلاثمائة كلومتر، ومنطقة "سنكلت" تبعد من "كهير" بأربعة عشر كلومترا)، ثم سافر منها إلى تسع كلومترات بالحافلة، وإلى خمس كلومترا راجلا، والطريق ذات الجبال وذات العوائق والعراقيل، والسماء ترشّ رشاشا، والعين تدمع دمعا، والقلب ينطق: ما أشدّ البلاء يا لطيف.