للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما سير محمد شاه تغلق الناس إلى "دولت آباد" (١)، رحل إلى "كُجْرات"، وسكن بها.

وكان عالما كبيرا، بارعا في الفقه والأصول والتصوّف، كان يحفظ "الهداية" في الفقه، و"البزدوي" في الأصول، و"قوت القلوب" للمكّي، و"الإحياء" للغزالي في السلوك والتصوّف.

وكان من العشرة المجازين للإرشاد، الذين استخلفهم الشيخ نظام الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، كما في "سير الأولياء".

وتوفي لثمان خلون من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وسبعمائة بـ "كُجْرات"، فدفن بها، كما في "البحر الزخّار".

* * *


(١) "دولت آباد": كانت مدينة ضخمة، عظيمة الشأن، موازية لحضرة "دهلي" في رفعة قدرها، واتساع خطتها، وكانت منقسمة على ثلاثة أقسام، أحدها: "دولت آباد"، وبها سكنى للسلاطين الخلجية والتغلقية وعساكرهم. والثاني: "الكتكة" بفتح الكافين، والتاء المعلوة بينهما، والقسم الثالث: القلعة التي لا نظير لها في الحصانة، وتسمى "ديوكير" بكسر الدال المهملة وسكون الياء والواو مدين، وكسر الكاف الفارسية، وسكون التحتية، والراء المهملة، وتلك القلعة على جبل، ارتفاعه خمسمائة قدم، منها خمسون ومائة قدم عمودية تقريبا، ويدخل إليها من مدخل ضيق منحوت في الصخر، وهي من أبنية الهنادك، فتحها علاء الدين الخلجي، صلحا سنة ٧٠٢ هـ، ثم فتحها قطب الدين بن علاء الدين المذكور عنوة سننة ٧١٨ هـ، ولم يبق من تلك الأقسام اليوم إلا القلعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>