للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدَسي الكُتْبي. * *

وُلِدَ في رجب سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بـ"بيت المقدس"، ونشأ به.

فقرأ القرآن، واشتغل في الفقه والتفسير على القاضي سعد الدين بن الدَّيْري وولده، بل رأيتُ سماعه عليه لبعض "صحيح مسلم"، وكذا قرأ في الحدث على الشمس بن المصري، وابن ناصر الدين، والزين عبد الكريم القلقشندي، وآخرين، وزعم ابن أبي عديبة أن له إجازة من أبي الخير بن العلائى، وتنزّل في بعض الجهات، وباشر قراءة الحديث بـ"المسجد الأقصى"، كتب بخطّه الكثير، وتميّز في معرفة الشروط ونظم الشعر المتوسّط، والغالب عليه فيه المجون مع الخير والسمْت الحسن والتواضع والتقنّع بتجليد الكتب، وقد كتب عنه بعض الفضلاء من نظمه، ولقيتُه بـ"بيت المقدس"، فكتبت عنه قوله:

في وجه حِبّي أيات مبيّنة … فأعجبْ لآيات حسن قد حوتْ سوَرا

فنون حاجبه مع صاد مقلته … ونون عارضه قد حَيَّرَ الشُّعَرَا

وقوله:

أنا المقلّ وحِبّي … أذاب قلبي ولوعُه


= امتنعتْ فيه، وكانتْ عظيمة جدًّا، وكانوا يسمّونها بلغتهم لس، فاحتالوا عليها، حتى قتلوها، وانتزعوا نابها، وجاؤوا بها، فعلقوها على باب هذه المدينة، فقيل: هذا ناب لس، أي ناب الحيّة، ثم كثر استعمالها، حتى كتبوها متصلة "نابلس" هكذا، وغلب هذا الاسم عليها، وهي مدينة مشهورة بأرض، "فلسطين" بين جبلين مستطيلة، لا عرضَ لها، كثيرة المياه، لأنها لصيقة في جبل، أرضها حجر، بينها وبين "بيت المقدس" عشرة فراسخ، ولها كورة واسعه، وعمل جليل، كلّه في الجبل الذي فيه "القدس". انظر: معجم البلدان ٥: ٢٤٨.
* * راجع: الضوء اللامع ١: ٣١.
وترجمته في الطبقات السنية ١: ١٨٠، ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>