للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن خلف وكيع، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدَمي، وشعيب بن محمد الذارع، ويحيى بن صاعد، وعامة الكوفيين.

وولي قضاء "مدينة المنصور" بعد أحمد بن محمد بن سماعة (١).

وكان ثقة، خيّرًا فاضلًا، كيّسًا، ديّنًا، صالحًا.

قال محمد بن خلف وكيع: كتبتُ عنه، وهو على قضاء "مدينة المنصور"، في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

وعن طلحة بن محمد بن جعفر، قال: صرف أحمد بن محمد بن سماعة، واستُقْضِيَ مكانه إبرهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، وذلك في سنة خمس وثلاثين، وكان تقلّد قضاء "الكوفة" (٢)، وهذا رجل جليل القدر، صالح العلم، حسن الدين، من أصحاب الحديث، حمل الناس عنه حديثًا كثيرًا، وكان سبب صرفه أن الموفّق أراد منه أن يدفع إليه أموال الأيتام على سبيل القرض، فأبى أن يدفعها، وقال: لا والله، ولا حبّة منها. فصرفه عن الحكم في سنة أربع وخمسين ومائتين، وردّ إلى قضاء "الكوفة". انتهى.

وكانتْ وفاته يوم الثلاثاء، لثلاث بقين من ربيع الآخر، سنة سبع وسبعين ومائتين، وقد بلغ ثلاثًا وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.

* * *


(١) تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.
(٢) الكوفة بالضم: المصر المشهور بأرض "بابل" من "سواد العراق"، ويسمّيها قوم خد العذراء. قال أبو بكر محمد بن القاسم: سمّيت الكوفة لاستدارتها، أخذا من قول العرب: رأيتُ كوفانا وكوفانا، بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة. وقيل سمّيت الكوفة "كوفة" لاجتماع الناس بها، من قولهم: تكوّف الرمل.
انظر: معجم البلدان ٤: ٤٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>