صاحب حديث، ثبتا في الرواية، وربما أخطأ، كنيته أبو عصمة، وكان يرفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرأس منه، وأخوه إبراهيم كان لا يرفع، ومات عصام سنة عشر ومائتين، وذكرهما أبو حاتم بن حبّان في "كتاب الثقات". انتهى.
وفي "طبقات القارئ" عصام بن يوسف، روى عن ابن المبارك والثوري وشعبة، وكان صاحب حديث، يرفع يديه عند الركوع وعند رفع الرأس منه، انتهى.
قلت: يعلم منه بطلان رواية مكحول عن أبي حنيفة أن من رفع يديه في الصلاة فسدت صلاته، التي اغترّ أمير كاتب الإتقاني بها، كما مرّ في ترجمته، فإن عصام بن يوسف كان من ملازمي أبي يوسف، وكان يرفع، فلو كان لتلك الرواية أصل لعلم بها أبو يوسف وعصام، ويأتي التفصيل في بطلان تلك الرواية في ترجمة مكحول إن شاء اللَّه تعالى، ويعلم أيضًا أن الحنفي لو ترك في مسئلة مذهب إمامه لقوّة دليل خلافه، لا يخرج به عن ربقة التقليد، بل هو عين التقليد في صورة ترك التقليد، ألا ترى إلى أن عصام بن يوسف ترك مذهب أبي حنيفة في عدم الرفع، مع ذلك هو معدود في الحنفية، ويؤيّده ما حكاه أصحاب الفتاوى المعتمدة من أصحابنا من تقليد أبي يوسف يوما الشافعي في طهارة القلّتين، وإلى اللَّه المشتكى من جهلة زماننا، حيث يطعنون على من ترك تقليد إمامه في مسئلة واحدة لقوّة دليله، ويخرجونه عن جماعة مقلّديه، ولا عجب منهم، فإنهم من العوام، إنما العجب ممن يتشبه بالعلماء، ويمشي مشيهم كالأنعام.