للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علي الزينبي، وكان يومئذ نائبا في الوزارة للإمام المقتفى لأمر الله، وقرئ عهده بجوامع "بغداد"، وعمره إذ ذلك ثلاثون سنة، فلم يزل على قضاء القضاة إلى أن توفي الإمام المقتفي لأمر الله، وولي الخلافة بعده المستنجد بأمر الله، فأقرَّه على القضاء.

ثم عزله في يوم الثلاثاء الرابع عشر من جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكانت مدّة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر، فلزم منزله بـ "نهر القلّايين" منعكفا (١) على الاشتغال بالعلم.

وكان يقول: أنا على ولايتي (٢)، كلّ القضاة نوَّابي، لأن القاضي إذا لم يظهر فسقه [لا يجوز] (٣) عزله، فبقي على ذلك مدّة ولاية الإمام المستنجد بالله، وقطعة من ولاية المستضيء بأمر الله ابن الإمام المستنجد بالله.

ثم أعاده إلى ولاية قضاء القضاة بولاية جديدة، وخلع عليه في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة، فبقي على قضاء القضاة إلى أن توفي الإمام المستضييء بأمر الله، وولي الخلافة بعده الإمام الناصر لدين الله، فأقرَّه على ولايته إلى حين وفاته.

وكان شيخا مهيبا، وقورا، جميلا، فاضلا، عالما بخبر (٤) السير، صائنا (٥)، كامل العقل، عفيفا، نزها، جميل السير (٦)، محمود الأفعال، حسن المعرفة بالقضاء والأحكام، كريم الأخلاق.

سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن الحُصين، والأنماطي، وغيرهما.


(١) في بعض النسخ "متعلقا".
(٢) في بعض النسخ "الولاية".
(٣) في بعض النسخ "لم يجز".
(٤) في بعض النسخ "بحبر".
(٥) في بعض النسخ "صامتا".
(٦) في بعض النسخ "السيرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>