للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإمام ضياء الدين السنامى صاحب "نصاب الاحتساب" *

كانت له قدم راسخة في التقوى والديانة والاحتساب في الأمور الشرعية.

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشا بأرض "الهند"، وقرأ العلم على الشيخ كمال الدين السنامي، واشتغل بالحسبة مدّة من الزمان، واشتغل بالتذكير أكثر من ثلاثين سنة، وكان شديد النكير على أهل البدع والأهواء، لا يهاب فيه أحدا، ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان يجتمع في مجالس وعظه خلق كثير، يربو عددُهم على ثلاثة آلاف من الخاصّة والعامّة، ولا يستطيع أحد ممن حضر ذلك المجلس أن يلتفت إلى شيء آخر غير الاستماع إليه، وكان ينقم على الشيخ نظام الدين محمد البدايوني سماع الغناء، والشيخ لا يجيبه إلا بالمعذرة وإظهار الانقياد لحكمه، ويكرمه غاية الإكرام.

قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوى في "أخبار الأخيار": إن السنامي لما مرض وأشرف على الموت جاء الشيخ يعوده، فاستأذن، فأمر السنامى أن تفرش عمامته ليضع القدم عليها، فلمّا جيئ بالعمامة وضعها الشيخ على الرأس، وقبّلها، وحضرَ لديه، ولكنّ السنامي ما رفع إليه نظرَه استحياء منه، ولما خرج الشيخ من عنده توفي إلى رحمة الله سبحانه، فبكى عليه الشيخ، وقال: مات من كان متفرّدا في حماية الشرع، والذبّ عنه. انتهى.

وقال الشيخ عصمة الله بن محمد أعظم السهارنبوري في رسالته في باب السماع: إنه لما استأذن الشيخ في دخوله أجاب السنامى أنه لا يحبّ أن يرى


* راجع: نزهة الخواطر ٢: ٩٩ - ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>