الإنكليز من "الهند" دفعة واحدة، وقتل منهم ما لا يحصيه البيان، وذلك سنة ثلاث وسبعين.
ثم كرّوا على أهل "الهند"، ودفعوا الفتنة بالسيف والسنان، وأخذوا الخارجين، ومن أعانهم على الخروج، واتّهم المفتي عناية أحمد أيضا بإثارة الفتنة، وأمر بحلائه إلى "جزائر السيلان"، فاتفق وجود كريم بخش الطبيب الإنكليزى هناك، فأحسن إليه، وصنّف له المفتي عناية أحمد بعض الرسائل لفقدان الكتب العلمية بتلك الجزيرة.
ومن حسن المصادفات أن حاكم الجزيرة كان يحبّ أن ينقل "تقويم البلدان" من العربية إلى الهندية، ليسهل عليه نقله إلى اللغة الإنكليزية، وكان عرض ذلك الكتاب على بعض العلماء المنفيين بتلك الجزيرة للترجمة، فلم يقبل ذلك أحد منهم، فعرض على المفتي عناية أحمد، فقبله، وترجم ذلك الكتاب بالهندية، فاستحسنها حكم الجزيرة، وشفع له، فأطلق من الأسر.
فدخل "الهند"، وأقام بـ "كانبور"، بتكليف المرحوم عبد الرحمن بن الحاج روشن خان الحنفي اللكنوي صاحب المطبعة النظامية، وأنشأ بها مدرسة مباركة، سمّاها فيض عام، ودرّس نحو ثلاث سنوات، ثم شدّ الرحل للحجّ والزيارة، فلما قرب أن يصل إلى "جدّة" غرقت سفينته في البحر، ولم ينج من تلك المهلكة أحد.
ومن مصنّفاته:"علم الفرائض"، وهو أول رسالة صنّفها سنة اثنتين وستين، ومنها. "ملخصات الحساب"، ومنها:"تصديق المسيح وردع حكم القبيح"، ومنها:"الكلام المبين في أيات رحمة للعالمين"، ومنها:"محاسن العمل الأفضل في الصلاة"، ومنها:"الدرّ الفريد في مسائل الصيام والقيام والعيد"، ومنها:"هدايات الأضاحى"، ومنها: رسالة في ليلة القدر، ورسالة في فضل العلم والعلماء، ووسالة في فضل الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم،