للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن خلكان: ورأيت بعضهم بـ"دمشق" والناس يقولون: إن سبب حفظهم له كان هذا، وكان له رغبة فى الأدب.

وقيل: إن له شعرا (١)، ومرض ابن عُنَين الشاعر (٢)، فكتب له (٣):

أنظر إليَّ بعين مولى لم يزل … يولي الندا وتلاف قبل تلافي

أنا كالذي احتاج ما تحتاجه … فاغنم ثوابي والثناء الوافي (٤)

فجاء إليه بنفسه يعوده، ومعه صرة، فيها ثلاثمائة دينار، فقال (٥): هذه الصلة، وأنا العائد.

قلت: من تصانيفه: "كتاب في العروض"، و"ديوان شعر"، و"شرح الجامع الكبير" (٦) للشيباني في فرع الحنفية، وخلف آثارا، منها: المدرسة


(١) أورد التقى التميمي بعضه، نقلا عن عيون التواريخ، وغيره.
(٢) شرف الدين أبو المحاسن محمد بن نصر بن الحسين، المعروف بابن عنين،
ولد بدمشق سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ومدح بنى أيوب، واختص بالمترجم، ووزر له، وتوفي بدمشق سنة ثلاثين وستمائة. مقدمة التحقيق لديوانه ٣ - ١٦.
(٣) ديوان ابن عنين ٩٢.
(٤) "الذي" عند النحاة - موصول يحتاج إلى الصلة والعائد، وهذا ما لحظه الملك المعظم.
(٥) فوق هذا في بعض النسخ بخط دقيق: "أنت الذى و".
(٦) الجامع الكبير في الفروع للإمام المجتهد أبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني الحنفي المتوفى سنة سبع وثمانين ومائة. قال الشيخ أكمل الدين: هو كاسمه لجلائل مسائل الفقه جامع كبير، قد اشتمل على عيون الروايات ومتون الدرايات، بحيث كاد أن يكون معجزا لتمام لطائف الفقه منجزأ، شهد بذلك بعد إنفاد العمر فيه داروه، ولا يكاد يلم بشيء من ذلك عاروه، ولذلك امتدت أعناق ذوي التحقيق نحو تحقيقه، واشتدت رغباتهم في الاعتناء بحلى لفطه وتطبيقه، وكتبوا له شروحا، وجعلواه مبينا مشروحا. انتهى. منها: =

<<  <  ج: ص:  >  >>