وهو فقير، لا مال له، ولا يأخذ عن أحد درهما ولا دينارا، والله أعلم من أين يصل إليه المال الخطير للمدرسة، وللأعطاء كلّ يوم صباحا ومساء، لكلّ من يفد عليه من العرب والعجم، فإنه في إنفاق المال كالريح المرسلة.
وقد نفع الله بهذه المدرسة نفعا كبيرا، وتخرّج منها مئات من الحفّاظ والقرّاء المجوّدين، وانتشروا في "الهند"، وما جاورها من البلاد، ونشروا علم القراءة والتجويد، وخرجوا، وكان يطعم الناس طعام الإمارة مرّتين في كلّ سنة، ويصنع وليمة عظيمة بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، يؤذن فيها لكلّ وارد وصادر من أهل البلد وغيره، ويذبح لها مائتان من النعاج والتيوس المخصيّة الفارهة.
توفي إلى رحمة الله في الثاني من رجب سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف، وقد زاره رجل من "إيران"، وأنشده أبياتا منسوبة إلى سيّدنا علي كرّم الله وجهه، فأخذته الجذبة، وخرّ ساجدا، ومات في تلك الحالة.