قام بالملك بعد عمّه علي بن إبراهيم عادل شاه سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وهو ابن تسع سنين، فأخذ الوزراء المتغلّبة عنان السلطنة واحدا بعد واحد، واشتغل السلطان بالفروسية، واللعب بالرمح، والسيف، وغيرها.
وقرأ القرآن، وأخذ الخطّ، وتزوّج بجاند سلطانة أخت محمد قلي قطب شاه الحيدرآبادي سنة ستّ وتسعين وتسعمائة، وأخذ عنان السلطنة بيده سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، وأحسن سيرته في الناس، وبنى القصور العالية والبساتين الزاهرة بمدينة "بيجابور"، وغزا "بيجانغر" غير مرّة، وغنم أموالا كثيرة منها، واستوزر سعد الدين عناية الله الشيرازي سنة ثلاث بعد الألف، واعتمد عليه في مهمّات الأمور.
وكان عادلا، كريما، باذلا، شجاعا، مقداما، محظوظا جدّا، صاحب عقل ودين وهدوء، وكان حنفيا، واستقلّ بالملك ثمانية وأربعين سنة.
ولم يكن له نظير في فنّ الموسيقي والنغمات الهندية.
له "نورس" كتاب في الإيقاع والنغم، وصنّف له محمد قاسم بن غلام على البيجابوري كتابه "كلزار إبراهيمي" في التاريخ، وهو المشهور بـ"تاريخ فرشته"، وصنّف له العُلماء كتبهم، وأثنوا عليه.
توفي سنة ستّ وثلاثين وألف، فقام بعده بالملك ولده محمد ثم علي ثم الإسكندر، ثم انقرض ملكه، وصار لعالمكير بن شاهجهان الدهلوي سنة سبع وتسعين وألف، والأرض لله يورثها مَنْ يشاء.