"نيسابور"، فوجدهم على قول جهم، فقال: الإقامة على قول هؤلاء أفضل من الحجّ. فنقلهم من قول جهم إلى الإرجاء.
وروى الخطيب بسنده، عن أبي الصَّلْت، قال: سمعتُ سفيان بن عُيينة يقول: ما قدم علينا خُراساني أفضل من ابن أبي رجاء عبد الله بن وافد الهروي.
قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قال: كان ذلك مُرجئًا.
وقال أبو الصَّلْت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث، أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضرّ بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم كانوا يرجئون لأهل الكبائر الغفران، ردًا على الخوارج وغيرهم، الذين يكفّرون الناس بالذنوب، فكانوا يرجئون، ولا يكفّرون بالذنوب، ونحن على ذلك.
سمعتُ وكيع بن الجراح، يقول: سمعتُ سفيان الثوري في آخر عمره، يقول: نحن نرجو لجميع أهل الذنوب والكبائر، الذين يدينون ديننا، ويصلّون صلاتنا، وإن عملوا أيّ عمل.
وروى الخطيب بسنده أيضًا، عن عبيد الله بن عبد الكريم، قال: سمعتُ أحمد بن حنبل، وذكر عنده إبراهيم بن طهمان، وكان متّكيا من علّة، فاستوى جالسًا، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون، فيُتّكى.
= ذو القرنين الإسكندر، وقالت الفرس: إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا، فبنى بها مدينة، فسمّاها باسمه، وهي "سرخس" هذه، وهي مدينة معطشة، ليس لها في الصيف إلا ماء الآبار العذبة، وليس بها نهر جار إلا نهر يجري في بعض السنة، ولا يدوم ماؤه، وهو فضل مياه "هراة" وزروعهم مباخس. انظر: معجم البلدان ٣: ٢٠٨.