وأقطعه ناحية "سنبهل" سنة ستّ وتسعين، وأمره أن يقيم بـ "لاهور"، ويشارك راجه تودرمل، وزير الخراج، وراجه بهكونت داس في مهمّات الأمور.
ولما توفي تودرمل استقلّ بوزارة الخراج، وولي على "كابل" سنة اثنتين بعد الألف، وعزل عنها بعد زمان يسير، ثم جعله أكبرشاه أتابكا لولده دانيال، سنة خمس بعد الألف، وكان ختنه، فلم يستطع أن يصاحبه، ورجع إلى الحضرة، فولّاه حراسة. "أكبرآباد" سنة سبع وألف، وولّاه على "بنجاب" سنة تسع وألف وضمّ معها له ولاية "كابل".
ولما مات أكبر شاه، وقام بالأمر ولده جهانغير، ولّاه على "كجرات"، ثم ولّاه على "بنجاب" سنة ستّ عشرة وألف، وعلى "كابل" سنة ثمان عشرة وألف.
وكان عالما كبيرا علامة في المعقول والمنقول، صالحا تقيّا، لم يزل مشتغلا بالدرس والإفادة، وحين إقامته بـ "لاهور"، كان يتردّد بنفسه إلى المدرسة، ويدرّس الفقه والحديث والتفسير كلّ يوم، ويجتهد في نشر العلوم، كما في "مآثر الأمراء".
وقال المندوي في "كلزار أبرار": إنه درّس الكتب المتداولة مرارا، وتخرّج عليه جماعات من الفضلاء، وكان من كبار الأمراء، صاحب العساكر العظيمة، وإيالة الواسعة الفخيمة، وسنّه جاوز ثمانين. انتهى.
توفي سنة ثلاث وعشرين وألف في أيام جهانغير، كما في "مآثر الأمراء".
* * *
= صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و"نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.