ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وألف بقرية "بِلكهنه" - بكسر الباء العجمية -
من أعمال "كوئل"(ويسمّونها عليكره).
وقرأ المختصرات على أساتذة وطنه، ثم سافر، ولازم المفتي عناية أحمد الحنفي الكاكوروي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وبرع في كثير من العلوم والفنون، وإني سمعت عمّن أثق به - لعلّه المولوي حبيب الرحمن الشرواني - أنه أسند الحديث عن القارئ عبد الرحمن الباني بتي.
ثم درّس، وأفاد مدّة طويلة بمدرسة فيض عام في بلدة "كانبور"، ثم سار إلى بلدته "كوئل"، وسكن بها، واشتغل بالتدريس، قرأ عليه ألوف من رجال "الهند" و"خراسان"، وانتشروا في الآفاق، وأسّسوا المدارس، فانتهت إليه الرياسة العلمية، وصار المرجع والمقصد، يأتون إليه من كلّ فجّ عميق ومرمى سحيق.
استقدمه في كبر سنّه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية إلى "حيدرآباد" في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وولّاه الصدارة في دار العلوم، ثم الإفتاء في محكمة الاستئناف، فاستقلّ به مدّة من الزمان، ولما كفّ بصره رجع إلى بلدته، وأحيل إلى المعاش.
وكان مع غزارته في العلوم كثير الصمت، حسن الأخلاق، كريم النفس، سليم الباطن من الحقد والغيظ.
لا يذكر أحدا بسوء، ويحسن إلى من يسئ إليه، ولا يظهر لأحد مقتا ولا عبوسا، كثير التواضع والرفق بالناس، يجالس الفقراء ويحادثهم، ويبذل لهم العطايا، ويحبّ العلماء والأفاضل، ويعتقد في الأولياء والمشايخ، ويلازم الفرائض والسنن، وكان يحبني حبا مفرطا.