للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبرع في الفقه، وأجاد، وله يد طولى في المناظرة، وكان يعرف العربية معرفة حسنة، وكان أنظر أصحاب أبي حنيفة في زمانه.

وكان ينوب في القضاء عن قاضي القضاة الزيني، إلى أن كبر، وعجز عن الحركة، وقعد في داره.

سمع الشريف أبا نصر الزيني، وأبا الحُسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، في آخرين.

وخرّج له الحافظ أبو عبد الله بن خُسْروا الفقيه البلخي الحنفي "فوائد"، انتقاها من أصوله.

وقرأ عليه السمعاني "كتاب البعث" لأبي بكر بن داود (١).

وذكره عبد الخالق بن أسد الحنفي في "معجم شيوخه"، فقال: كان مشارًا إليه في أيامه، وكان عارفًا بمعاني القرآن وأحكامه، وعلم الحديث، حافظًا لمذهب أبي حنيفة، بصيرًا بأحكام القضاء، موصوفًا بالحفظ، مشهورًا بالورع.

درَّس بـ "مشهد الإمام أبي حنيفة".

ومات في شوّال، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وصلّى عليه قاضي القضاة الزينبي، ودفن عند "مشهد أبي حنيفة"، بـ "الخيزرانية".

وهو أستاذ نصر الله بن علي بن منصور الواسطي (٢)، وعنه علَّق نصرٌ مسائل الخلاف. والله تعالى أعلم.

* * *


(١) جاء في حاشية بعض النسخ: صوابه: ابن أبي داود، وهو السجستاني، وأما أبو بكر بن داود فهو الظاهري، ولا يعلم له مصنف، بل كان مناظرا فاضلًا. وليس لأبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث كتاب فيما علمت باسم "البعث"، وإنما ذلك لأبيه أبي داود صاحب "السنن".
(٢) تأتي ترجمته في محله إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>