القراءة والقنوت، وهو آخر صلاته، وفي حكم القعدة هو أول صلاته وعلل لكل من القولين، ثم قال: وحكى عن يحيى البنائى، وكان من أصحاب محمد أنه سأله عن هذه المسئلة، فأجاب مما قلنا، فقال على وجه السخرية: هذه صلاة معكوسة، فقال محمد: لا أفلحت، وكان كما قال محمد، أفلح أصحابه، ولم يفلح بدعائه (١).
٢١ - علي بن معبد بن شدَّاد، من أصحاب محمد بن الحسن خاصة. وذكره الشيرازى، روى عن محمد "الجامع الكبير"، و"الجامع الصغير"، وذكره ابن يونس فى "الغرباء الذين قدموا مصر"، فقال: قدم "مصر" مع أبيه معبد، وكان يذهب في الفقه مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه، وحدث بـ"مصر". ذكره المزي في "تهذيب الكمال"، وسرد من روى عنه، فذكر من جملتهم: أنه روى عن ابن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وذكر له ترجمة واسعة. وذكر ابن يونس أنه توفي في سنة ثمان عشرة ومائة.
قال الطحاوى: سمعت أبى محمد بن سلامة، يقول: سمعت علي بن معبد بن شدَّاد العبدي يقول: قدمت "الرقة"، ومحمد بن الحسن قاض عليها، فأتيت بابه، فاستأذنت عليه، فحجبت عنه، فانصرفت، فأقمت بـ"الرقة" مدة، لا آتيه، فبينا أنا في يوم من الأيام في بعض طرقاتها، إذ أقبل محمد بن الحسن على هيئة القضاء، فلما رآني أقبل علي، واستبطأني، ووكل بى من يصيرني إلى منزله كلما جلس في منزله أدخلت عليه، فقال لي ما الذي خلفك عني مذ قدمت؟ قد بلغني أنك ههنا فقلت: أبيت منزلك، فحجبت عنك، وأنما أتيتك كما كنت آتيك، وأنت غير قاض، فساءه لك، وعمه، فقال لي: أي حجابي حجبك، فظننت أنه يريد عقوبته، فلم أخبره. فقال لي: فإذا لم تفعل فإني أجبهم كلهم، فقلت له: إذا تظلم من لم يحجبني. قال: فدعا