للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك، فإنه لما ذكر الحسن بن يوسف الحلي الشيعى في كتابه "منهاج الكرامة" أن الشافعي قرأ على محمد بن الحسن رد عليه ابن تيمية في "منهاج السنة" قائلا: ليس ذلك، بل جالسه، وعرف طريقته، وأول من أظهر الخلاف لمحمد والرد عليه هو الشافعى، فإن محمدا أظهر الرد على مالك، وأهل "المدينة"، فنظر الشافعى في كلامه. انتهى.

ولا يخفى ما فيه، فإنه إن أراد أنه لم يقرأ عليه كقراءة طلبة زمانه على أساتذتهم، فيمكن أن يكون مسلما، لكنه لا ينفى التتلمذ مطلقا. وإن أراد أنه لم يرو عنه شيئا، فكلام الخطيب ثم السمعاني والنووي يكذبه. وأما كون الشافعى أول من أظهر الخلاف والرد على محمد، فهو غير مناف للتتلمذ، فإن الشافعى قد صنف في الرد على مالك كتابا، مع أنه تلميذه.

وكذلك ادعى الحلي: أن أبا حنيفة قرأ على جعفر الصادق، وأنكره ابن تيمية قائلا: هذا من الكذب الذي يعرفه من له أدنى علم، فإن أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق، وكان أبو حنيفة يفتى في حياة محمد بن علي والد الصادق. وما يعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق، ولا من أبيه مسئلة واحدة، بل أخذ عمن كان أسنّ منهما: كعطاء بن أبي رباح، وحماد، وغيرهما انتهى.

وكذلك ادعى الحلى: أن أحمد بن حنبل من تلامذة الشافعي. وأنكره ابن تيمية قائلا: أحمد لم يقرأ على الشافعي، ولكن جالسه، كما جالس الشافعي محمد بن الحسن. اهـ. وفيه أيضا ما فيه: فإنه أمر مشهور في التواريخ وكتب أسماء الرجال، قد ذكره "صاحب المشكاة" وغيره، فلا يضر إنكاره (١).


(١) راجع: النافع الكبير ص ٢٤، ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>