الأكمل في "شرحه" على "تلخيص الخلاطي" لـ"الجامع الكبير"، وقال محمد بن شجاع الثلجى فيه: إنه لم يؤلف في الإسلام مثله في الفقه. وقال الإمام المجتهد أبو بكر الرازي في شرحه على "الجامع الكبير": كنت أقرأ بعض مسائل من "الجامع الكبير" على بعض المبرزين في النحو (يعني أبا علي الفارسي)، فكان يتعجب من تغلغل واضع هذا الكتاب في النحو.
وروى ابن أبي العوام بسنده عن الأخفش ثناء بالغا في حق هذا الكتاب من جهة موافقته للعربية تمام الموافقة. وكتب العلامة الشريف النقيب جمال الدين بن عبيد الله من "الموصل" في المحرم سنة خمس عشرة وستمائة إلى القاضي شرف الدين بن عنين، يقول فيه: كنت مذ زمن طويل تأملت كتاب "الجامع الكبير" لمحمد بن الحسن رحمه الله، وارتقم على خاطري منه شئ، والكتاب في فنه كتاب عجيب، لم يصنّف مثله، إلى أن سأل فيه من مسائل استشكلها، وأجاب عنها الملك المعظم عيسي، وأوردها فيما رد به على الخطيب، وذكر نصوصا من الكتاب المذكور مما يدلّ على تغلغل محمد وشيخه في أسرار العربية، وهذا الكتاب يعدّ ألقية الفقهاء، يختبر به تفاوت مداركهم، ومبلغ يقظتهم في الفقه. وقد أقر جماهير أهل العلم باستبحار واضعه في العربية، وبأنه حجة في اللغة، كما أنه حجة في الفقه، وقد أقرّ بذلك ابن تيمية في مواضع على انحرافه من أهل الرأي، مع أنك ترى الشافعية أنفسهم يختلفون في كون الشافعي حجة في اللغة، كما يستفاد من بحث مفهوم الصفة في "البرهان" لابن الجوزي.
وقد شرح هذا الكتاب عشرات من الأئمة، ولم تزل تلك الشروح الخالدة محفوظة في خزانات العالم، وتوجد نسخ عديدة من "الجامع الكبير" في مكتبات "إستانبول"، وأقدمها نسخة مكتبة الفاتح بها، وتوجد أيضًا نسخة في مكتبة ولي الدين شيخ الإسلام، وفي مكتبة بني جامع بها أيضًا. وقد روى