للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واشتغل بالفقهِ يسيرًا، واعتنى بالتاريخ، فكتب منه الكثير بخطّه، وعمل "تاريخ الإسلام" (١)، و "تاريخ الأعيان"، "وأخبار الدولة التركية" في مجلّدين، و "سيرة الظاهر برقوق"، و "طبقات الحنفية"، لم أقف عليها إلى الآن.

وأخبرني قاضي العسكر، بولاية "روملي" عبد الكريم الشهير بابن قطب الدين، أن عنده منها نسختين، ووعدني بإعارة واحدة منهما، ولم يفعل.

وامتحن ابن دقماق بسبب هذه الطبقات؛ لأنه وجد فيها بخطّه حطّ شنيع على الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، فطولب بالجواب عن ذلك في مجلس القاضي الشافعي، فذكر أنه نقله من كناب عند أولاد الطرابلسي، فعزَّره القاضي جلال الدين بالضرب والحبس، هذا مع أن الناس متّفقون على أنه كان قليل الوقيعة في الناس، لا تراه يذمّ أحدًا من معارفه، بل يتجاوز عن دكر ما هو مشهور عنهم، ويعتذّر لهم بكلّ طريق.

وقال ابن حجر: كان يحبّ الأدبيات، مع عدم معرفته بالعربية، ولكنّه كان جميل العِشْرة، كثير الفكاهة، حسن الودّ، قليل الوقيعة في الناس. قال السخاوي: وهو أحد مَنْ اعتمده شيخنا - يعني ابن حجر - في "إنبائه".

قال: وغالب ما نقله من خطّه وخطّ ابن الفرات عنه، وقد اجتمعت به كثيرًا.

ثم ذكر أنه بعد ابن كثير عمدة العيني، حتى يكاد يكتب منه الورقة الكاملة متوالية، وربما قلّده فيها يَهِمُ فيه، حتى في اللحن الظاهر. انتهى (٢).

* * *


(١) تاريخ ابن دقماق: رتّب على السنوات، وسمّاه "نزهة الأنام"، وله تواريخ أخرى لـ "مصر". انظر: كشف الظنون ١: ٢٧٨.
(٢) كانت وفاته بالقاهرة، في ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة، وقد جاوز الستين.

<<  <  ج: ص:  >  >>