مرغوب فيه، وله "تذكرة الشعراء" وهي مقبولة أيضًا، واختصر من "تاريخ ابن خلكان" كتابًا مختصرًا، وكان يتبجح بتأليفه.
ولي قضاء "الشام" في يوم الأربعاء، ثامن عشر جمادى الأولى، سنة ست وعشرين، ودخلها، وأرخ توليته الشيخ عبد اللطيف المنقاري بقوله:
قال الحيا لما استقر بجلق … قاض به فاضت عيون حياضي
أرخت مقدمه فكان بجلق … يا صاح تاريخا بهاء رياضي
وكان مذموم السيرة في قضائه، لكثرة طعمه وقلة إنصافه، وتصرف في زمنه يوسف بن كريم الدين رئيس الكتاب في حقوق الناس وأموالهم، وجمع أموالًا كثيرة، لأنه كان يلعب به لعب الصبيان بالكرة.
وكانت له زوجه مشغولة باللهو واللعب، سمع عندها ليلة صوت الآلات، فقال: ما هذا؟ فقالت له إن المؤذنين يذكرون في المنارة، فصدق قولها، وكانت متصرفة في منصبه، وفيها يقول العمادي:
قضايا ابن داود في حرثه … على عجل لم تزل جارية
تلقنه الحكم عند القضا … فيا ليتها كانت القاضية
وقد سبقه إلى ذلك بعض الشعراء في هجو قاض كان محكومًا لامرأته:
بلينا بقاض له زوجة … عليه أوامرها ماضية
فيا ليته لم يكن قاضيًا … ويا ليتها كانت القاضية
ثم عزل عن قضاء "الشام"، ورحل إلى "الروم"، فلم تطل مدة مكثه بها، حتى مات، وكانت وفاته في حدود سنة ثمان وعشرين وألف بـ"قسطنطينية"، قاله النجم الغزي.
من آثاره:"مختصر وفيات الأعيان" لابن خلكان، و"تذكرة الشعراء"، و"ديوان شعر".