للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقدم مع أبيه القاهرة وهو صغير، وحفظ القرآن العظيم، ثم حفظ "المغني" للخَبَّازي، و "المختار"، و "المنظومة"، و "التلخيص"، وكذا حفظ "الحاجبية" في سبعة وعشرين يومًا، وقطعة من"مختصر ابن الحاجب".

وتفقّه بالسراج قارئ "الهداية"، قرأ عليه "الهداية" بكمالها، وكذا أخذ عن والده، وأخيه سعد الدين الآتي ذكره، وعنه أخذ أصول الدين.

وأخذ العربية وغيرها عن الشهاب الحِنَّاوي، والعزّ عبد السَّلام البغدادي، وكتب الخطّ الحسن.

ودرّس بـ"الفخرية" في حياة والده، قبل استكماله خمس عشر ستة، وناب عنه في مشيخة "المؤيّدية".

وعرف بقوة الحافظة، وولي تدريس الفقه بـ "مدرسة سودون" من زاده، وناب عن أخيه في القضاء بتفويض من السلطان، ثم وليه استقلالًا بعد صرف القاضي محبّ الدين بن الشحنة، فباشره مباشرة حسنة، بفقه ونزاهة، وأكّد على النواب في عدم الارتضاء، وحسن تصرّفه في الأوقاف وغيرها، وحمدت سيرته، وسلك طريق الاحتشام.

ثم صرف بعد مدّة بالمحبّ بن الشحنة المذكور، ولزم منزله بـ "المؤيّدية"، يفتي، ويدرّس، مع الانجماع عن الناس، والتقنّع باليسير، بالنسبة إلى ما ألّفه قبل ذلك، وسلوك مسالك الاحتضام، ومراعاة ناموس المناصب، مع ما اشتملتْ عليه من حسن الشكالة، والفصاحة في العبارة، وقوّة الحافظة، وحسن العقيدة، وعدم الخوض فيما لا يعنيه.

وله نظم رقيق، فمنه ارتجالًا قوله (١):

كَرِيمٌ إذا مَا القومُ شَحُّوا تراكَمتْ … عَطَايَاهُ عَن بِشْرٍ يَفوحُ بِنَشْرِه (٢)


(١) البيتان في بغية العُلماء والرواة ١٢، الضوء اللامع ١: ١٥١.
(٢) في بغية العُلماء والرواة: "عن نشر يفوح بنشره".

<<  <  ج: ص:  >  >>