للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقه والعربية، وقرأ عليها ابنها محمد المترجم، وانتفع بها، ثم لزم الشيخ عبد الرحمن العمادي، والشيخ عبد اللطيف الجالقي، وأخذ عنهما، وتخرج في الأدب على أبي الطيب الغزي والقاضي عبد الكريم الطاراني، ثم لازم من شيخ الإسلام عبد العزيز بن قرة جلبي، ودرس بدار الحديث الكبرى، وولي النيابات بـ"دمشق:، وكان في حياة جدّي محب الله مرفه البال رغيد العيش مكفي المؤنة زوجه بابنته عمتي، وبنى قصرًا على سوق الرصيف، يشرف على المدرسة الأمينية، وأتقن بناء، وصنع له تاريخًا من نظمه، كتبه على بعض جدرانه، وهو قوله:

منذ أنشا العبد المحبي قصرًا … من نوال المولى الكريم ومنه

قد سما بهجة وحاز بهاء … ورقي رفعة وفاق بيمينه

وهو فرد فزده فردًا وأرخ … قصرنا قد زهى برونق حسنه

ولما مات جدي سائت حاله، واستولى عليه الغم، فسافر إلى "الروم"، وولي قضاء "بعلبك"، ثم قضاء "صيدا"، وما برح الدهر يصدمه ويزعجه إلى أن مات، وفي ذلك يقول:

لولا الأماني إذ أعيش مسلمًا … للنفس في نيل المرام الأبعد

لقضيت من محن الزمان فدأبه … جور الفعال على اللبيب الأمجد

ومن هذا المعنى قول بعضهم:

لولا مواعيد آمال أعيش بها … لمت يا أهل هذا الحى من زمني

وإنما طرف آمالي به مرح .... يجري بوعد الأماني مطلق الرسن

وكانت ولادته في سنة ست عشرة وألف، وتوفِى وهو راجع من "الروم" بمدينة "حمص" في سنة ستين وألف، ودفن بها.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>