والسراج ابن الجائي، وأبي النجا السنهوري، والشهاب أحمد بن خليل السبكي، وقرأ بالروايات على شحادة اليمني المقري.
وأخذ علوم العربية عن أبي بكر الشنواني، واشتغل بالفقه على علامة عصره علي بن غانم المقدسي وغيرهم، وفاق أهل زمانه في الفضل، وذكره عبد البر الفيومى في "المنتزه"، فقال في وصفه: عالم نشر ألوية فضله الزهية، فتلقاها باليمين كل فاضل رام دقائق العربية، رقيق الطباع، دقيق الفكر بلا دفاع، علمه متين، وعقله رصين، وأدبه باهر، وشعره زاهر.
لزمت درسه، وشهدت فضله، وأنسه وألف، وصنّف، وزيّن الأوراق، ورصف، فحشى "المغني" بحاشية لكل طالب تغني، وله كتابات آخر، منها: حاشية على "شرح القواعد الهشامية" للشيخ خالد، اختصرها من حاشية شيخه الشنواني، وله بديعية، مطلعها
أوجوه غيد أم حسان ربوع … عيون رام تزيد ولوعي
أم نشر زهر ضاع فامتلأ الربى … عطرًا عبيرًا أم رياض ربيع
والماء قد صقل النسيم متونه … أم في جداوله متون دروع
والطل قد زان الشقيق بلؤلؤ … أم وجنة مطلولة بدموع
والقضيب من لطف النسيم تمايلت … خجلًا فأبدت ذلتي وخضوعي
والبدر أشرق في ثنيات الدجا … سحرًا وبرد الليل في توشيع
سفر اللثام فلاح في وجناته … ورد الخدود فحار فيه بديعي
ساجى اللواعظ فاتك بجفونه … ذو خبرة في صنعة التقطيع
ما تم مسك عذاره في خده … إلا ليظهر عذر كل خليع
والثغر قد حاز العذيب وبارقا … وجواهرًا للدر غير مضيع
يا قلب خل هوى الحسان وخلني … من ذكر أحباب وذكر ربوع
وأقطع أقاويل الوشاة فقطعها … سبب لوصلة حبلنا المقطوع