فأجابه بقوله:
أزهر الربى كللته الغمام … أم الزهر ساطعة في الظلام
وهل ما أرى حببًا رائقًا … بكاس طلا حسن الانتظام
أم البرق أم درر نظمت … أم افتر ثغرك عند ابتسام
أيا بدر تم غرامي به … قديم أكيد وحق الغرام
ويا ريم أنس لجرّاه لم … يعد لي سوى سقمي من مرام
يماني لحظك هلا نبا … وخطى قدك هلا استقام
ويا ممرض القلب من هجره … وبالجسم يا مورثا للسقام
ويا تاركي مثلا في الهوى … أفديك جد وارع لي في الذمام
رضينا الهوى حاكمًا بيننا … أحل من المغرم الانتقام
وجد بالنهى شرط أحكامه … وأي حجى كان للمستهام
أخي لظمك العذب هاج الجوى … القديم وذكرني بالهيام
ولم أنس قط ولكنما … التذكير يذكي خفى الضرام
فدار الهوى ما نحاها مزاج … عليل كجسمي إلا استقام
سقاها الرضا من ربوع غدا … خلال خباها لغيري حرام
مغاني المنا وديار الشفا … ومأوى الغريب ودار السلام
لقد رمت أدرك في وصفها … مدى عاقني عنه ضيق المقام
وحلَّ امتثالًا للغز حوى … قوافي رقت وحسن انسجام
لخدني الذي فضله شامل … وبادلنا بين خاص وعام
محبي نجار وحبي له … بصدق لفضل له مع نظام
أبو الفضل حاوي العلا ماجد … وندب أهالي العلوم الكرام
وذو الأدب الرائق المشتهي … وبين ذويه أمير الكلام