ذكره العلامة عبد الحي الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: كان من نسل محمد بن أبي بكر الصدّيق، كما في "منهج الأنساب".
ولد بدار الملك "دهلي" في صفر سنة ثمانين وسبعمائة، وخرج منها والده معه في الفتنة التيمورية، فدخل "جونبور"، وقرأ العلم على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي، وكان القاضي يحبّه حبّا مفرطا.
صنّف له شرحا على "أصول البزدوي" إلى مبحث الأمر عند قراءته ذلك الكتاب عليه، ولما قرأ محمد فاتحة الفراغ عليه درّس، وأفادَ زمانا طويلا، ثم ترك البحثَ والاشتغالَ.
وأخذ الطريقةَ عن الشيخ فتح الله الأودي، وجاهد في الله حقّ جهاده، حتى قيل: إن ظهره لم يمسّ الأرض اثنتي عشرة سنة، وكان لا يخرج من حجرته إلا للصلوات الخمس.
وكان لا يتردّد إلى أحد، ولا يفتح بابَه لأحد، واستقام على ذلك الترك والتجريد أربعين سنة.
وكان لا يقبل الهدايا والنذور من السلاطين، وكثيرا ما ينشد:
من داق خود بأفسر شاهان نمي دهم … من فقد خود بملك سليمان نمي دهم.
از رنج فقر در دل كنج كه يافتم … اين رنج را براحت شاهان نمي دهم.
حكي: أن السلطان إبراهيم الشرقي وولده السلطان محمود كانا يعتقدان فضله وكماله، ويريدان أن يقبل منهما شيئا من الهدية، ولكنّه كان لا يقبل، أخذ عنه الشيخ بهاء الدين الجونبوري، والشيخ مبارك البنارسي، وخلق آخرون.