للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فخرج مغاضبا، فمرّ في بعض البلاد بطبَّاخ، فاستطعمه، فلم يطعمه، فحثا ثلاث حثيات من الرماد في فيه، فرآه من كان حاضرا عند الطبّاخ، فعرفه.

وقال له: هذا إمام الدنيا.

ثم انتهى به السفر إلى أن دخل بلاد "فرغانة" (١)، فوجد قاضي خان يتكلّم فوق المنبر، وبين يديه العلماء، وهم يكتبون ما يملي عليهم.

فذكر قاضي خان مسئلة خلافية بين أبي يوسف ومحمد.

فعكس قول أبي يوسف، وجعله عن محمد، وقول محمد جعله عن أبي يوسف.

فقال له أبو بكر: اعكِسْ.

فقال قاضي خان: وإن لم أعكس.

قال أبو بكر: إن لم تعكس يرد على قوم أبي يوسف

كذا وكذا، ويرد على قول محمد كذا وكذا.

وذكر عدّة مسائل. فنزل قاضي خان عن المنبر، واعتنقه.

وقال له بعد تقبيل يده: يا سيّدي! لعلّك تكون محمد بن الفضل الكماري.

قال: نعم.

قال: أنت أحقّ بهذا المجلس مني (٢).


(١) مكان الكلمة بياض في بعض النسخ، وقاضي خان ينسب إلى فرغانة، وإلى أوزجند، آخر مدن فرغانة، مما يلى الغرب. انظر حاشية صفحة ٩٣ من الجزء الثاني للجواهر.
(٢) قال التميمي بعد إيراد القصة: "كذا ساق هذه الحكاية في الجواهر المضية، ورأيت بخط بعض أهل العلم معزوا إلى الشهاب بن الحلبي المصري =

<<  <  ج: ص:  >  >>