اشتهر في "الهند" الشهرة العظيمة، وبلغ في ذلك مبلغا لم يبلغه أحد، وذلك أنه كان يحاسب نفسه كلّ يوم في آخر نهاره، وكان من طريقته أن يكتب جميع ما وقع منه وتصرّف فيه، وكان عظيم الخوف لله تعالى، يتوقّع الموت في كلّ وقت.
وبالجملة: فإنه كان من أسياد الصوفية، وحجتهم وبطانة خالصة العلماء بالقول والفعل، سالكا محجتهم، وكان من أكابر القائلين بالوحدة الوجودية، وألّف فيها رسالة، سمّاها "التحفة المرسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم"، وكان فراغه منها في سنة تسع وتسعين وتسعمائة، وشرحها شرحا لطيفا، أتى فيه بالعجب العجاب، واعتذر فيه عما يقع من محقّقي الصوفية من الشطع الموهم خلاف الصواب، اعتذارا يقبله من أراد الله تعالى له الزلفى وحسن مآب، واسم ذلك الشرح "الحقيقة الموافقة للشريعة".
قال المحبي: وممن تولّى شرحها أيضا الأستاذ رأس المحقّقين إبراهيم بن حسن الكوراني، نزيل "المدينة المنوّرة" على ساكنها أفضل الصلاة وأتمّ السلام. انتهى.
ومن مصنّفاته:"الهدية المرسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم" في شرح الدعاء السيفي، ومنها:"الوسيلة إلى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم"، لخّص فيه "الشفاء" للعياض، و"الشمائل" للترمذي، مشتمل على خمسة أبواب وخاتمة، ومنها:"شرح اللوائح" للجامي، ومنها رسالة في كراهة إمامة الأمرد في الصلاة، ومنها: رسالة في المعراج.
وكانت وفاته يوم الاثنين، ثاني رمضان سنة تسع وعشرين وألف، وقد وجد الشيخ هاشم تاريخا لوفاته من "ابن فضل الله"، وقبره بمدينة "برهانبور".